ريح أنا - ريان عبدالرزاق الشققي

لهجة الريح أنا
نكهة الإعصار العرمرم
ومضة الصواعق فوق الهضاب
وهج العظام القدامى
لمعة للصاعدين
بين زخات الشفق
ملعب للحازمين
عند نوبات الألق
الموت لا يرتاح في كنف الوثوب
روّحوا النفس بأثواب الحنين
عانقوها في ترانيم السنين
أيامكم تتلو تراتيل الشجون البعيدة
سارعوا للأمس للأيام في عمق الترانيم الجديدة .
أين هم !!
أين الدروب الرفيعة
تناهيد تقاطر من غيابت الرعود
حداءات تنتهي نحو الربوع
وجمود الأثير
ينتهي كسفاً
يعتمل في الصدور اليائسة
تحت سطح العواصم الملتهبة
في لجة البحر الصياد
في بيداء النفس المتصحرة
في هبة الرمال المتراخية
صرخةْ
عربي
عربي
عربي
مترعة بالتاريخ
مملوءة بالجوى اللهاب
بالشوق النائي عن الصحيفة
قد أثقلتْ روحي نغمات حزينة
لا يعرف الناي من أين البداية
من رسن الدنيا أم من محيط الآخرة !
دختُ أنا ورمحت
رحتُ وختلت
ذبتُ في عواصم الكيانات
وصانعي العبارات
بين الزحام الأزرق
بين رشقات العرق
بين نبضات الأرق
تحت العواصم
في أنابيب سريعة
في ردهات أحياء (الميترو)
أبوح وأبوح
تناظرت الأفكار وباتت
سالت فوق أعمدة الكهرباء
توترتْ وتحجرتْ
توقفت عن الدوران
لا ليل فيه ليل
ولا نهار فيه إلا ليل
موجات مغناطيسية تتحلل
تتركب
تصهل
سروجها أصيلة
عربي
عربي
عربي
لا عمل ولا ترتيب
تقتير أم إسراف وتبذير
لا أهداف لا آخرة
في مهبِّ التاركين.