ناي الهوى - طلعت سفر

وليلٍ.. قرأتُ عليَّ به
دفاترَ.. خبَّأْتُ فيها الصِغَرْ
أحس الحروف على صمتها
تضّج.. وتملأ عيني صور
تلّم صدى زمن هاربٍ
وترسم من نبضه ما استتر
فحلمٌ.. تململ حتى استبان...
وحلم تلملم حتى انحسر
تضاحك فيها صبيّ الهوى
وغالبه الدمع حتى انكسر
فطوراً... يقيم على جرحه
وطوراً... يقبّل وجه السّفر
يخاصره الطيشُ في جريه
ويمسك حيناً يديه الخفر
تكاد فراشات أحلامه
تحّوم فوق السطور... زُمَر
أراني أخفّ إلى موعدٍ
وقد عصف الشوق حتى استعر
يعبئ قلبي سلالَ الأماني
ويخلع خوفي.. رداءَ الحذر
أُخلِّفُ من لهفةِ في الدروب
رياحاً توانتْ.. وظلاً عثر
أعانق في أفقها نجمةً
ترشّ وسادي بأحلى سهر
أهدهد بالصمت أشواقها
وأشعل موعدها المنتظر
يدير لنا الليلُ.. أكوابه
بنعمى.. ويفترُّ جفنُ السّحر
يمر الصباح على لهونا
فيسرق منا دنِانَ السّمر
***
أيا زمناً كان فيه الهوى
يزين أيامه بالدرر
ملأناك بعد السرور شجى
وبعد صفاء الليالي.. كدر
متى يشرع العمرُ أبوابه
وتطوي اللقاءاتُ فيه الضّجر؟!
ويضحك فيه زمانٌ بكى
ويُطْلِع من جانبيْهِ... قمر
عسانا نطرّز أوقاتنا
بغيم الوعود.. ويصحو المطر
*
18-9- 2001