ميعاد - طلعت سفر

قالت: (غداً ألقاك) واصطخب الهوى
بين الضلوع.. وعربد القلب الصدي
يا وعدها المأمول! قد أشرعْتَ لي
باب الهناءة في الزمان الموصد
مُدَّ الجناح... لكي أطير فقد بدا
بعد النوى... برقُ الزمان الواعد
دعني على شفتيك أرتشف المنى
وأَلمَّ أشتات الغد المتباعد
عاد الصبا... يختال بين جوانحي
حتى لبستُ صبابتي.. وتوددي
هي ليلةٌ ينأى بها عني غدٌ
قد كنتُ لولاها أزحزح موعدي
فترحَّلَي.. حتى يسلسل مشرقٌ
أضواءه النشوى.. ويملأ مرقدي
فتَحتْ خزائنُ لهفتي أبوابَها
وتجمعْت سُحُبُ الشباب العائد
رَّتبْتُ كل الأمنيات بخاطري
كي أنتقي منهنّ أفراح الغد
خبأْتُ أقدامَ الزمان بمفرقي
وعلى مساحبها أَجَلْتُ مراودي
ونضحْتُ بالطيب الأمير.. سوالفاً
طالت.. وبعثرها الأسى.. وتشردي
حتى إذا المرآة.. نمّ بريقها
عني.. وأرضاها الذي صاغت يدي
ألقيتُ ظلي للطريق.. كعاشق
يثب الزمان بقلبه المتوقّد
وعلى جوانح نسمةٍ.. مغناجةٍ
فيه.. درجْتُ أخاصر الشوق الندي
ما زلت أمتشق الخطا متعجلاً
حتى أُريح إسارَ شوق مُغْمَدِ
أشتم أطياب اللقاء بخافق
طربٍ.. وأجفانٍ تروح.. وتغتدي
حتى إذا وقف النهار على الذّرا
تعباً... يلِّوحُ للمساء الوافد
وبدت كقلب المستهام.. مليحةٌ
(حاك الغروبُ وشاحَها من عسجد)
لملمْتُ عن وجهي ظلال ترقّبٍ
كانت تغازل حسرتي.. وتنهدّي
ورجعتُ أدراجي.. أجرّر خيبتي
بجبينِ مهزومٍ.. وعينِ مسهَّدِ
*
5 –11-2001