شاطئ الصبر - طلعت سفر

لولا الهوى... ما لَوحت يدُها
وأنا... حزمْتُ على الهوى أمري
تصحو سماءُ الليل عاريةًً
لولا غمائم من أسى مُرّ
ما زال يشرع أعيني سهراً
فيه... ويزبد فيّ كالبحر
وكأنما ضاعتْ موانئهُ
وتُرِكْتُ فوق ضفافه أجري
أسرجْتُ في أحضانه شجني
فانساب يصهل فيه كالمُهْر
وعلى مشارف يأسه... قعدَتْ
تبكي المنى... بمدامعٍ حمر
لي جارة أنسى بأعينها
تعبي... وأغسل وحشة العمر
غَمزاتُها تشدو.. فتحملني
بحرير أجنحةٍ من السحر
زيّنتُ أسباب الوصال لها
ونشرتُ فوق سطوحه هجري
كان اللقاء... ولملمتْ يده
أيامنَا... عن شاطئ الصبر
شفةٌ أرقُّ من الندى غسَلت
بحديثها... ما كان في صدري
تدري الرغابُ الراقصات متى
يقف الحياءُ بها... ولا ندري
قُبَلٌ مرافئنا... وليس لنا
خلف الشفاه... مراكبٌ تسري
كم مرة لاحتْ لنا جزرٌ
والدفءُ في شطآنها يغري!!
تمضي.. ونرجع عن غوايتنا
والمدُّ لا يحلو بلا جزر
تبدي رحابُ الدار وحشتَها
ويقوم فوق رماده جمري
فأعود للكأس التي اصطخبَتْ
أنفاسُها المرحاتُ... بالسّكر
تنأى أراجيحُ السهاد بها
ويذوب بين حبابها قهري
أستَلُّ من أضوائها فرحي
حتى تزحزح شمسُها فجري
لو كان لي...
في الكاس متّسعٌ
لخططتُ بين ضلوعها...
قبري
*
25/1/2002