آخر الأحباب - طلعت سفر

طال عمري...ولا أزال مُعنّى
ملءُ عينيَّ رغبةٌ... وتَصَاب
يلثِمُ الطفل... جبهة الشيخ عندي
ويناغي الوقار... لهوالشباب
سَكَنَ الدمع... واللهيب بعيني
سَكَنَ البرقِ... والنّدى في السحاب
كل كأسٍ شربتها...
شعشعتها
قطراتُ من فرحةٍ..
وعذاب
سار بي العمر في المتاهاتِ حتى
ضيّعتني الأحلام عن أترابي
أضرم الليلُ بالسهاد عيوني
والتباريحُ... أترعتْ أكوابي
حملتْ... كأسها المدمّى.. وراحت
تتهادى سكرى على أعتابي
ما دجا جانب من الليل... إلا
غسلتني يداهُ بالأوصاب
هجرتْ... حانَةَ النهار... وجاءت
لتقيم الصلاةَ في محرابي
لم تَدَعْني الأيامُ... حتى أزاحتْ
خملةَ الليل عن ضُحَىً كذّاب
أَخذتْ نَزْوَةَ الشباب...وألقتْ
كَسَراتِ الحياء... في أهدابي
ومشتْ بي مختالةً في دروبٍ
من وقار... وأبعدتْ تَلْعابي
أيها الراحل... الموشَّحُ باللهو...
تمهّلْ... يا أجمل الأصحاب
كنتَ كأسي مع الندامى...
وأُنسي
ولقد كنتَ ملعباً لرغابي
... وثياباً من النّضارة... تزهو
بالأماني...
ياحَسْرَة الأثواب
سَرْقتها يدُ الزمان... وكانتْ
فتنة الناظرين... والألباب
أنا ودّعتُ بارتحالكَ قلبي
فوداعاً...
يا آخر الأحباب
*
29/11/1997