عباءة الصمت - طلعت سفر

إذا ذكرتكِ... لم أسلمْ من العبق
ياوردةً... ملأتْ أكمامُها أُفُقي

بحارُ عينْيكِ... تغريني بزرقتها
وأنثني.. رغم كل الشوق في الحدق

أصيرُ طفلاً... يناغي رمل ساحلها
ولهوَ أمواجِها المسكونَ... بالنَّزَق

أتعجبينَ... إذا ما الحب ألبسني
عباءَة الصمتِ.. رغم الوجد... والقلق؟!!

فما نظرتُ إلى عينيْكِ... غاليتي
إلا تملكّني خوفي من الغرقِ

كما يطير السنونو من هنا... وهنا
يزفّ للكون بشرى الدفء.. والحبق

كما يمدّ سحاب الصيف أشرعةً
إلى الغروب.. تناغي حمرةَ الشفق

كما تسيل السواقي...وهي شادية
لتستريح بحضن البحر.. من أَرَق

يدور بي همسك النادي فيسكرني
كما يدور السنى بالبرعم الغَرِق

ماذا يهمّ إذا ما الدهر حرّقني
فبسمةٌ منك تشفيني من الحُرَق!!

حَمّلْتُ عينيك أوراقَ الهوى...فَأَنا
غداً أموت.. ويبقى الحب في الورق

هجرتُ أعذب كاساتي.. بلا ندمٍ
فالسكر عيناكِ...ليس السكر في العرق

كسرت.. كل مجاذيفي.. وأشرعتي
إن كنتِ أنتِ.. فلا أحلى من الغرق

*

1/12/1997