الحياء الضايع - طلعت سفر

تعِبَ الصبا... وتنّهدَ العمرُ
واهتز تحت رماده كِبرُ
وملاحةٌ... عبثَتْ برونقها
أيدٍ... وغطّى صفوَها كدَرُ
لبستْ ثيابَ حِدادِها شيمٌ
كانت بها بالأمس... تأتزر
لمَّ الندى المعسولُ... أشرعةً
وبكى على لآلائه الزهر
حملت شذاها اليوم... وارتحلَتْ
عنا.... فما لبقية أثر
ما صنَّعَتْ حسناءُ زينتَها
إلا... وواءَمَها به كُثُرُ
كل النساء... لبسْنَ من بطَرٍ
ما حاكه التّصنيعُ... لا القدر
وخلعْنَ ما خاط الحياءُ... فما
فيهنّ... إلا المئزرُ العطرُ
أبكي على بيضاء ناعمة
للأنْسِ... بين جفونها سهر
تهتّز فيها وردةٌ خجلاً
من نظرةٍ... والطرف ينكسر
أشتاقها امرأةً بها خفرٌ
وأحبُّ ما في المرأة الخفر
يتكسر الصوتُ الخريدُ على
فمها الصغير... وينثني الخبر
لم تَشْدُ أجراسُ الحنين بها
إلا استحى رغم الهوى النّظر
هي في الرضا... أو في العتاب معاً
تبكي... ويصهل مدمعٌ عبرُ
يجلو الهمومَ صفاءُ أعينها
فلها على شطآنه سفر
وتكاد عند ضفاف بسمتها
تخضرّ أحلامٌ... وتزدهر
يشدو على أسوار فتنتها
عذبُ اللّمى... ويزغرد الحورُ
يرمي التبرُّجُ كل ما حملَتْ
أصباغُهُ الولهى... وينتحر
يندى الحياءُ....
على محاسنها
ويكاد....
يلبس وجهَها القمرُ
*
5/11/2002