قوس النصر - طلعت سفر

ببابكِ... عند قوس النصر حيناً
وقفتُ.. وقد تعبتُ من المسير
وقفتُ أمام هيكله... وعيني
تطّوف في فضاء من أثير
على الجنبات... قام الأمس يزهو
بتيجانِ... تنام على جسور
أقام... فكان للمصطاف ظلاً
يفئ به... ومأوى للنسور
فكم حضَنَ النجومَ براحتيهِ
وسامر مقلة البدر المنير!!
يخبّئ تحت سرّته عهوداً
ويشرب منكباهُ.. دمَ العصور
تنام على حجارته الليالي
وتصحو أعين الزمن الضرير
أقامتْ فيه أزمنةً طوالاً
فشابتْ... وهو كالطفل الصغير
حجاراتٌ تهجِّي الأمس حتى
لتقرؤه بها عينُ البصير
فلو نطقَتْ لظلّتْ ألف يوم
تسرّح غرّة الأمس النضير
فكم من قائدِ... زحفتْ أمانِ
وأحلامٌ به... صوب الثغور
يعود بنصره طرباً... فتطفو
زغاريدٌ... وسيلٌ من حبور
وتزدحم الصبايا... ناثرات
لمقدمه ربيعاً من زهور
تمنّى أن يعانقه... ويغدو
إلى الآتين... جسراً للعبور
ألا يا قوسَ من ذهبوا وعادوا
بنصرٍ.. يملأ الدنيا... كبير!!
تلّفت...
فالليالي معتماتٌ
وجرحُ الأمس... دامٍ في الصدور
لنا يوم بهِ نلقى مُنانا.....
ونجلو عتمةَ الزمن الأخير
وتعبرك الكتائبُ... والسرايا
ونسحب ذيلنا فوق العصور
*
8/1/2002