همس الزهور - طلعت سفر

بسمة منكِ... تنفح الأطيابا
تاب قلبي...وليتهُ... ماتابا
باعدتني... عما أُحب الليالي
فتململتُ لهفةً...وعذابا
لم يفِدْني أني طويتُ شراعي
وهجرتُ الغرام... والأحبابا
ظل طيفُ الهوى نديمي... وظلّتْ
ذكرياتي...
تدير لي الأنخابا
كم تمنّيْتُ... موعداً... ولقاءً!!
وذَهابا مع الهوى...وإيابا!!
فحنيني... لا كالحَنين... وشوقي
يغمُرُ الأرض كلها... والسحابا
خطر الأمس باسمَ الثغر... لمّا
هدهدتْ من جفونِها...ما أصابا
نَظَراتٌ ياقلبُ... حولك جَذْلى
إنَّهُ الحب... فافتح الأبوابا
غنِّ لي ماتشاء من أغنياتٍ
أيها الحب.. واملأ الأكوابا
شَعْشَع الكأسَ... مرةً بَسَماتٍ
كي يطيب الهوى...وحيناً عِتابا
إن عندي بقيةً من شبابٍ
مادَعاهُ الجمالُ... إلا استجابا
يغزِلُ الحسنُ حولنا كل حينٍ
أُمنياتٍ.. معسولةً... ورِغابا
هي ذي توبتي... فُخذْها ودعني
أتصبّى... نُجْلَ العيون... كَعَابا
ماتراءتْ إلا تغلَّلَ في القلب...
...شذاها... وأسكر الأصحابا
ونسيمُ الهوى...يهبّ علينا
خَطَراتٍ... كالياسمينِ...عِذابا
هَمَساتُ الجفون... أعذبُ ناياً
في ليالي الهوى... وأحلى رَبابا
قد غسلنا من السهاد الليالي
ومسحنا مدامعاً واكتئابا
لم نَدَعْ للعذاب قلباً كسيراً
يتسلّى به.. ولا أهدابا
قد فتحنا للحب... درباً جميلاً
وتركنا للعاشقين.. كتابا
وَدَرْجْنا في الأُمسياتِ سُكارى
ماحسبنا للعاذلينَ حسابا
نتساقَى كؤوسنا.. مُتْرعاتٍ
بعدما عَتَّقَ الزمانُ الشرابا
لا تقولي: "أخشاكَ"...
لستُ حبيباً
إن تجاوزْتُ وجنةً ورُضابا
كان قلبي... ومايزال معنّى
ما أنا العاشق الذي يتصَابَى
ماتعوَّدْتُ... ياحبيبة قلبي
أن أكونَ المتيَّمَ الكذّابا
أنتِ تعويذتي... وأنتِ صلاتي
وحجابي... إذا حملتُ حجابا
أنتِ شَجْوي... وفرحتي... وحنيني
وصِحابي.. إذا فقدتُ الصِحابا
أنتِ شوق لا ينتهي.. وحياةٌ
كلما عشتُها.. أزيدُ شبابا
أنتِ بين النساء... زهرة فلٍ
أبدع الله عطرها الخلاّبا
قد عرفتُ الزهور قبلكِ...لكنْ
ما تعوَّدْتُ همسَها المستطابا
فقليلٌ منهنّ يحمل طيباً
وكثيرٌ... لا يحمل الأطيابا
كم جفون حسبتها تيّمتني
سحرُها... قد أثار فيَّ رِغابا
رفَّ بين الأهدابِ طائرُ لهوي
غيرَ أني لم أعشق الأهدابا
طال بيني... وبينهنّ التصابي
وتشوّقْتُ... إنما إعجابا
كل حبٍ... عرفتهُ صار وهماً
وجميع النساءِ... كُنّ سرابا
قد تربَّعْتِ فوق عرش فؤادي
ثم أغلقْتِ حولك الأبوابا
لم تدعْ مقلتاكِ...
للحسنِ تاجاً
قدخلْعتِ التيجانَ.. والأربابا
أنتِ... دون النساء...
أحرى بقلبي
وأنا...
من يدلّل الأحبابا
*
12/11/1988