سارية الحب - طلعت سفر

ألقى به يومُهُ: وجهاً.. تلوِّحُهُ
يدُ الشقاء.. وأياماً من السهد
نام الأصيل على نُعمى وسادته
ومقلةُ الشمسِ.. قد أشْفَتْ على الرّمد
تناثرتْ ضحكاتُ الناس... وانهمرتْ
على الرصيف.. وفي الساحات...كالزبد
تفتّح الدربُ.. عمّن كنتُ أُودعها
قلبي... وأُسكنها أُرجوحة الكبد
كانت تُهامِسُ أتراباً لها.. وعلى
شطآن أعينها.. شيءٌ من الكمد
كباقةٍ -ورصيفُ الدربِ آنيةٌ
قد كُنَّ من ألقِ النُّعمى.. ومن غَيَدِ
تَفَلَّتَتْ نظرةٌ منها... على عجلٍ
كزهرةٍ.. غادرتْ غصناً.. ولم تُرِدِ
تسرّبَ الأمسُ.. من أ؛لى نوافذه
فاخضرَّ غصنُ الهوى.. واهتزَّ من مَلَدِ
صَحتْ وعودُ .. وأحلامٌ.. ملونةٌ
لم يُبْلِها مرُّ أيامٍ بلا عدد
نبَتْ يدُ الدهر .. عن لألاء جِدّتها
كأنها نُقشتْ في صفحة الأبد
واختال طيفُ الهوى عذباً بمقلتها
وصافحتْ أمسها الهاني.. يداً...بَيَدِ
وداهمتْها طيورُ الحب... واحترقتْ
أحلى الفراشَات.. في مصباحها الفَرِد
فضَّ الزمانُ الذي ولّى... خزائنَهُ
لم تبق أمنيةٌ فيها.. ولم تعُدِ
سَأَلْتَها : حين لاح الحب ساريةً
في بحر أعينها المغزول من رَغَدِ
قالتْ: وقد أشعل التَّذكارُ وجنتها-
"هذا الذي خيلُهُ .. مِرّتْ.. على جسدي".
*
7/6/1998