عيناكِ أسطورتان - طلعت سفر

لولا عيونكِ... ما أمسكتُ بالقلم
ولا طربتُ... ولا غنّى العذابَ فمي
يامن وقفتِ على وجدٍ... يكتّمُهُ
أما رأيتِ الذي يضنيه من سقم؟!
تلاعب الدهر مجنوناً به... فبكى
في كل عينٍ... بجرحٍ غير ملتئم
كأن في قلبه المحزونِ والهةً
يمدُّ أجفانها فيضٌ من الدِّيمَ
هذي الدموع... حكايات مجرّحةٌ
تقصُّها أعينٌ فوّارة... بدم
لا تعذليه... إذا فاضت مدامعه
ما غرغرَتْ قِدْرُهُ إلا من الألم
تلمُّ أشتاتَهُ آفاقُ غربته
ويجتلي ناظريه... حالك الظُّلَم
وجئتِ أنتِ... فصار الحزن أُغنيةً
والجرح يرقص في دُوّامة النغم
سَدْدتِ نافذةً للعمر... ما انفتحتْ
إلا على طرقاتِ اليأس... والندم
تلفتي.. تجديني كل آونةٍ
على ضفاف الهوى في زورق الحُلُم
تطير كالطفل بي عيناك من طربٍ
على أراجيحَ من همسٍ... ومن كَلِم
أُسطورتان... هما عيناكِ... عندهما
كل الأساطير والأحلام.. من عدم
إذا تَفّيأْتُ من يأسٍ ظلالهما
نفيتُ عني رماد الشيب... والهرم
*
15/9/1997