لكنها بيروت..! - عامر الصالح

الليلُ في بيروتَ يلبسُ وجهَ طفلٍ
وجهَ مرآةٍ تغنّي للحقيقةِ كي تنامْ
والكلُّ في بيروتَ يمشي مغمضاً
فالدربُ واحدةٌ تسيرُ بلا ابتهالاتٍ
تصحّحُ خطوها
كسحابةٍ عمياءَ تمطرُ فوقَ أحلامِ اليمامْ !!
في ليلةٍ , والضوءُ يرفضُ أن يغادرَ شرفتي
حيثُ السؤالُ له على جسدِ القصيدةِ رعشةٌ
هل كلّ أضواءِ المدينةِ أنجمٌ
محتاجةٌ مثلي لأكوامِ الظلامْ..؟!
للنورسِ المرمي خلف بوارجِ الصمتِ المسلَّطِ
فوقَ رقبةِ سيفنا !
حيثُ التنازلُ والتخاذلُ سادةٌ
حتى التواطؤ شيمةٌ وفضيلةٌ
بينَ الكرامْ..؟!
للتضحياتِ على طريقةِ يعربٍ
بالنفسِ والمالِ المكدَّسِ في ملاهي لندنَ
بالنفطِ حينَ يراودُ الصحراءَ عن جسدٍ مشاعٍ
ليسَ يملكُ أن يجاهدَ بالكلامْ !!
ولأنهُ شرقٌ جديدٌ أوسطٌ
قد قدَّموا بيروتَ
قربانَ اتفاقاتِ السلامْ..!!
بيروتُ تُخفي مديةً في جرحها
وتعاودُ الضحكَ البريءَ كقطةٍ تركتْ عصافيرَ البيادرْ
بيروتُ تمحو ذكرياتٍ والأنوثةُ مثلها
لا سُلطةٌ للدمعِ تعلو حزنها
فاليَّمُ يعملُ بائعاً متجولاًَ
بينَ المنازلِ والسطوحِ الغافيةْ..
يأتي بما ضاقَ الجريحُ بحملهِ
للبحرِ يُطعمُ شمسهُ
إن لم تُضئ فوق الجميعِ محبةً
أو عافيةْ..
يمضي إليها الوقتُ حاجّاً والعقاربُ تنتظرْ !
لكنها بيروتُ حينَ صفائها
تُلغي الإجابةَ
والتساؤلُ ينتحرْ..!!