هو اغتراب..!؟ - عامر الصالح

محيِّرةٌ بداياتُ المحبّة والقصائدِ والنضوجْ..
محيِّرةٌ هي الأحلامُ حينَ تراودُ الموتى !
كموسيقا الشتاءِ تغازلُ الدفءَ المشرَّدَ
بينَ أشواقِ النوافذِ
تحتَ إيقاعِ الثلوجْ..!
وفوقَ حدودِ منطقنا الملوّنِ
حسبَ أمزجة المعابدِ والسلاطينِ العُلا !
كإجابةٍ خرساء تبحثُ عن سؤالٍ
لا يزالُ معلّقاً مثلي
هلِ الأمواجُ دونَ حنينها ستموجْ..؟!
****
محيِّرةٌ هي الأمطارُ تنقرُ مثلَ عصفورٍ
على خدِّي
على صدري
أنا يا موتُ لم أخترْ سوى موتي !
فكيفَ تريدُ أن أحتارْ ؟!
خياراتي مشابهةٌ لقتل البعدِ والمنفى
لصلبِ حمامةٍ أخرى
من الطيرانِ كي تشفى !
لذبحِ اللحن والإيقاع كي تسمو بنا الأوتارْ !
تذكَّرْ حينَ تأتيني بصمتٍ كلّه رأفهْ
أنا حرٌ ولكن...غيرَ موتي لم أختارْ !!
*******
محيِّرةٌ مرايا الخوفِ تُلبسنا معانينا !
وترسمنا بألسنةِ الضبابِ ظلالَ وهمٍ واحتضارٍ
كم غريبٌ أنتَ يا حقُ ؟!
مواجعنا
وكل قوافلِ اليأسِ المعربدِ في مآقينا
وقنبلةٌ تمزّقنا إذا صمتتْ !
إذا نطقتْ...أضاءَ بغيمهِ البرقُ
وتلعننا السحابةُ ثمَّ تتركُ شعرها للريحِ هاربةً
أما من قبلةٍ إلا ظلامُ الفكرِ يسكنها أسىً ؟
و ما من معذَّبَةٍ وإلا خلفها شرقُ ؟! *
******
محيِّرةٌ هي الأوطانُ تحزمنا حقائبها
كأسرى الانتماءِ ولعنةِ الحبِّ المقدّسِ
في نهاياتٍ مؤجَّلةٍ وريحٍ غادرهْ !
تبعثرنا سحاباً في المدى
أحلامنا !
أصواتنا !
صلواتنا بجحيمِ عينٍ بالبصيرةِ كافرهْ !
ويجمعنا الشتاتُ بحكمةٍ منقوشةٍ أجراسها
في ثغرِ مئذنةٍ تصيحْ :
لا غربةٌ أبداً لروحٍ ما تزالُ
على المحبَّةِ قادرهْ !