صرخة ! - عامر الصالح

يَا سَارِقِي
اُنْظُرْ إلَى وَجْهِي قَلِيْلاً
لَيْسَ فِيْهِ مَا تُرِيدْ
هَذِي عُيُونِي لَمْ تَكُنْ يَوْمَاً لِشَيْء
إلا لِرُؤيةِ قَاتِلِي
هِيَ لَعْنةٌ حَلّتْ عَلَيَّ فَانْتَزِعْهَا
وَارمِ بِهَا جَيْشَ العَبِيدْ
وَاسْحَبْ يَدَيْكَ مِنْ فَمِي
لَمْ يَبْقَ لِي مِنْ قَمْحِ أرْضِي
إلا صُرَاخ مَبْسَمِي
مِنْ جَائِعٍ
لا زَالَ يُؤمِنُ بِالسَمَا
لِكَافِرٍ
مُذْ خَلْقِ رَبِّهِ مُتْخَمِ
هَذي رِسَالَةُ غَزَّة
فَانْصِتْ إلَيْهَا وَاسْتَمِعْ
وَاطلُبْ لِبَعْضٍ مِنْ رِفَاقِكَ أنْ يَقوموا
بِالتَرْجَمَهْ
وَحَاذِرُوا أنْ تُخْطِئُوا
فَالحَرْفُ قُنْبُلَةٌ تُفَجِّرُ نَفْسَهَا
إنْ شَاءَ أنْ يَتَكَلَّمَا
حَتَّى الحُرُوفَ وَالرَسَائِلَ والخُطَبْ
مَفْتُونَةً فِي حُبِّ صَيْدِ جُنُودِكُم
سُدَّوا المَعَابِرَ وَالدُّرُوبْ
وَتَفنَّنُوا فِي خَنْقِنَا..وَتَنَادَمُوا
لَكِنَّنَا سَنُقَاوِمُ
وِلِتَنْشُرُوا حَوْلَ المَدَائِنِ فَيْلَقَاً
مِن رُعْبِكُمْ..وَكِلابِكُمْ...
وَنُبَاحِ أعْوَانٍ لَكُمْ
لَنْ تُطْفِئوا نيراننا
فالنارُ قَدْ سَجَّلتْ
في مَوْكِبِ الثَّوارْ...
والثَدْيُّ عِنْدَ جَدَّتِي
لا زَالَ يُعْطِي
كَالصَّبَايَا...تَحْتَ أقْبِيَةِ الحِصَارْ !