ليلة تحت الشرفة - عبد السلام العجيلي

وقفت أذيب الروحَ في غمرة الهوى
فؤادي خفاق وثغري ظامي

محا الشوقُ من نفسي عذاب أسيرة
تنوء بأعباءٍ كثرن جسام

فكان كنيران الهنود ، تقدستْ
ولم تبقِ مِ الارجاس غير قتام

وذاب لها الديجورُ أسود حالكاً
وظلمةُ نفسي تحت ستر ظلام

فكفي نجومَ الليل نورك انني
أرى الليل قد أضحى بنار هيامي

إذا رفَّ جفن منك رفرف خافقي
وجاشت للحظٍ منك نار ضرام

دعوك دعاء البدر جهلاً وإنما
مشى الظلُّ في ضوء البدور أمامي

وما أنت إلا النور صرفاً منزهاً
عن الريب والإيهام والاظلام

وزنداك ما بين السجوف عشية
عموداً ضياءً بين حجب غمام

ذرينا من الواشين مهما تقوّلوا
ورهطٍ من الحسَّاد غير نيام

فان نجوم الليل بعض حواسدي
عليك غيارى لم يطقن غرامي

أزف إليك الشوق روحاً مرفرفاً
على قربنا حتى العيون ظوامي

ولوَّحت بالزهرات يا حبذا الشذا
وحبَّ لنفسي ما استطال مقامي

بكفك يا حبي روى الزهر غلة
غدا الماء عنها دون بلّ أوام

أنامل فيها الفجر صب شعاعه
وأفرغ فيها الشوق نشوة جام

فأومي بها إيماءة الحب من علٍ
يدبُّ دبيبُ الروح بين عظامي

***

كواكبُ هذا الليل فيمَ تهامستْ
سراعَ الخطى نحو المغيب روامي

سكبنَ الكرى في ناظريك فاحسني
لقاء خيالي في غضون منام

أنا الطيف في دنيا الحقيقة هائمٌ
فكيف هيامي في دنى الأحلام !