لا يَشربُ الماَء ما لم يُحف حافَتَه - أبو الفضل الدرامي

البسيط

لا يَشربُ الماَء ما لم يُحف حافَتَه
حتّى إذا قَطرت أرماحُهُ شَربا

ولا يَرد المُحيّا الطلق بِغرتَهُ
كالقِرت عَنَّ ببرق خُلّب خُلِبا

ما بال بالي إذا سكَّنتهُ نَفَرت
عِشارُهُ وإذا كَفِْكفتُه انسَربا

أللتبّرمِ بالدُّنيا وزينَتَها
أم البعيدُ من الآمالِ قد قَرُبا

بهمَّةِ المَلكِ المأمون حينَ غدا
إفضالُها لتَناهي هِمتي سَبَبا

الواهب الألفَ لا عَيناً ولا وَرقاً
ولا عِشاراً ولكن أنعُماً قُشُبا

في جَحَفل كسوادِ الليلِ مُرتَكَمٍ
لكن أسنّتُه صارت لهُ شُهُبا

كأنَّما نَهجُ أُنبوب الرَّماحِ بِه
ما قَد وَرثتَ مِن العليا أباً فأبا

قومٌ إذا رَكُبوا سَدّوَا الفضاَء وإن
حَلّوا توهَّمَتَهم في البيدِ رجلَ دَبا

قد صيَّروا الحربَ كأساً والدّماَء بها
خَمراً وما جَوَّفَت مِنَ بَيضَهِا حَبَبا