أعبدَيَّ قَد أسأرتُما في جَوانحي - أبو الفضل الدرامي

الطويل

أعبدَيَّ قَد أسأرتُما في جَوانحي
مِنَ الوَجْدِ داءً مُستكِناً وبادِيا

أسأتُمْ وللحُبٍِّ المُبرحِ حُجِّة
تَحسِّنُ في عَينيِّ تلك المَساويا

لَئنْ بزَّنِي دَهري ببغدادَ نابهاً
وأصبحْتُ في أكنافِ شِرْوانَ عاريا

فيا لَيتني لمْ آتِ بغدادَ نابهاً
وأصبحْتُ في أكنافِ شِرْوانَ عاريا

فلو كُنتُ فيها لمْ تُحْصِّ قوادِمي
ولا أخفَتِ الأشْواق مِنها الخَوافِيا

فمزَّقتُ أثوابَ الفَلا بسوابقٍ
تَظلُّ بها الأنضاءُ تفلي الفَيافيا

إذا ما أمالتني بها نَشوةُ الكَرَى
تَرَنَّحَ في كَفّي المُهندُ صافيا

وإن أنا طلّقتُ النَّهارَ بجَوزها
خَطبتُ خُدارياً مِنَ اللّيلِ داجيا

وَمَنْ طلبَ الغاياتِ جَرَّعَ نَفسهُ
سُلافَ السُّرَى واستَنهضَ النَّجمَ ساقيا