وأعذَبُ مِن يَومِنا بالعُذَيبِ - أبو الفضل الدرامي

المتقارب

وأعذَبُ مِن يَومِنا بالعُذَيبِ
سلامتُنا اليومَ مِن ذي سَلَمْ

وَلستُ بمَنْ يَطبيهِ الغِنىَ
ويَرصُدُ طَيفاً له أنْ يُلمْ

وَمَنْ عَبثَتْ نَفسُهُ بالغِنى
تَساوى الغِنى عِندَهُ والعَدَمْ

وَكم طَسَمَ الدَّهرُ مِن جَبْلَتي
فَردَّ نضارةَ ما قَدْ طَسَمْ

وكُنتُ إذا ما رَماني الزَّمانُ
أو كادَ أو همَّ بي أو عَزَم

عَلقْتُ أباالحَسن المُرْتَجى
فأَمسيْتُ مِن صَرْفِهِ في حَرَمْ

فَتىً لو رأى البُخل في نَومِهِ
أو الجُبنَ خُلقاً له لمْ يَنمْ

ولو كان طيفاً وكان الكرى
طَروقاً لغَيرْ العُلا ما ألَمْ

فمالي أرى عِقدَ إحسانِهِ
تَبدَّدَ مِن سِلْكه ما نَظَمْ؟

وَلِمْ ذَمَّني عِندهُ حاسِدٌ
كأنَّ به جِنةً أو لَمَمْ

بدا وجْهُه فاشتهيْتُ العَمَى
وكلَّمني فاستزرتُ الصَّمَمْ

وقد كُنت تُرضعُ حتى إذا
تَرعْرَعَ غُيَّبَ عنه الحَلَمْ

يُسائِلُني الناسُ عمّا تقولُ
وما قلتْ لي قطُّ إلاَّ نَعَمْ