عطر المدينة - عبد المعطي الدالاتي

وقالوا: ((وصلتَ مطارَ المدينهْ))
فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ

ثرًى أم ثراءً وطِئْت؟ وحِرتُ..
وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ

طويتُ المكانَ.. طويتُ الزمانَ
طويتُ الشراعَ.. أَرحتُ السَّفينهْ

وقلت: أسارعُ ألقى النبي
تعطرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ!

وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي
أُداري حياءً دموعاً سخينهْ

وغامتْ رؤايَ.. وعدتُ سوايَ
وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه

سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ
وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ

سجدتُ ألبّي.. أسائلُ ربي
لينصرَ جُنْدَ النبيِّ ودينه

وجئتُ المَقامَ.. أريد السلامَ
وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينه

ولاحَ الجلالُ.. وباح الجمالُ
ذكرتُ رياضَ الخلود وعِيْنَهْ

مدينة حِبّي مراحٌ لقلبي
سناءٌ صفاءٌ نقاءٌ سكينه

بقرب حبيبي سكوني وطيـبي
أقمْ يا زمانُ اتَّئِدْ في المدينه

ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ
فقلبي حزينٌ.. وروحي حزينهْ

وقلتُ: (أعودُ إذا شاء ربي)
وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ