مشاهد خاصة - عبدالناصرحداد

مشهد أول
الجدار الذي نحتمي بهِ
من كل ريحْ
الجدار القبيحْ
قرّر النومَ..
فاختلطت بالحجارة أجسادنا
ودفُنّا هنا
بانتظار المسيحْ
*
-مشهد آخر-
طلع العشب في خندقي
والشقائق طاولت الساتر الحجريَّ
ولم ينضب الدم بعدُ
وتعنكب شوك على حدقي..
أخبرونا بأن القتال هنا هو كرٌّ وفرٌّ
ويومان.. يومان.. أحصي الذباب على جرح ساقي
وأُولم للحشرات الصديدَ
ولا ساقَ لي كي أفرّ،
وثقب.. على قربة الماء يضحك.. حتى المياه تفرُّ..
يبس العشب في خندقي
كرّت الريح.. كرّ الترابُ
التراب علا مفرقي
وهمُ لم يكرّوا
*
مشهد أخير
لم تكن حالةً نادرةْ
كان يمكن أن نتنبّأ
أن نتقرّى الدلائلْ
كان يمكن أن ينتج الحرص من وحي تلك القلاقلْ
كان يمكن ألا ننامَ، وألا.. وألا..
ولولا..
لما صُبغت بالدماء المقاصلْ
وإذنْ
وقع الفأس بالرأس يا أخوتي
فدعونا نواصلْ