انهيار - عبدالناصرحداد

لو دمعة تروي غليل الروح
لانهمرت بحار
لو بسمة تشفي سقام القلب
لانسكب النضار
لو تنفع الـ (لو)
ما ندمنا بعدما انفلت الزمام
لكنها لغة الظلام..
تسيّدت في الدرب، واقتادت خيول الفجر للجبّ،
استباحت كل أفواه النهار..
إن يبلغ السيل الزبى يكن الدمار!
هي ذي طقوس الانهيار..
فكل شيء قُوّضت أركانه في الجانب الشرقي،
حيث الورد يبصق
في الهوا عفناً، ضعاف الطير
تقتنص النسور، يبلّل القحط الحلوق،
النفط يمتشق الحسام، يشرّع السنن العقيمة والقرارات
التي لا تستقر على قرارٍ،
كل شيء رائق في الجانب الغربي
حيث أنامل الدولار تعتصر الغيوم على شفاه بني
قريظة ثم ترسلها خروقاً صوب
صحراء تموت رمالها حزناً على تلك الديار الغافيات
على وسائد من دسائس، من صواعق..
لحظة أخرى وينثرها
غباراً حين يدهمها نهاراً صحْوُها مثل انفجارْ.
فمتى؟.. وقد نام الظلام على الظلام، الغمّ أصبح كالغمام،
الصوت
صادره السكون، العقل حاصره الجنون. متى؟..
وقد جثم الضباب على الضباب، البحر سافر في السراب،
النهر تنهره الضفاف. متى؟
وأين؟
وكيف؟
كان الرجس مختبئاً
ولم تلحظه أعيننا إلى أن فاجأ الأقدام بالألغام، أدخلنا
عوالمَ فاقت الوصف، الخيال، وفرّخت
فينا التوهّم والسؤال،
وأغرقتنا في بحار من غموض وانبهارْ
"سقط القناع" عن الحقيقة، إنما..
خلف القناع المستعار، تنام آلاف الوجوه المستعارة،
والوجوه المستعيرة زيف تلك الأقنعة
ما زلت أسأل.. ثم أسألُ..
كيف لو أن الجميع تأففوا من قهرهم؟
هل تصنع الزفرات يوماً زوبعةْ!؟