وجود، وعدم - عبدالناصرحداد

لستُني الآنَ
السّتار الذي انهال يحجب كلّي
عروقي تنزُّ غياباً
غيابي الـ يفيضُ
أهال على ناظريَّ السرابَ
حضوريَ ذا ليسهُ
والشفاه التي نبستْ بالرحيلِ
وها الخلجة النبويّة، والآهْ
شهقة الجمر عند انعدام البصيصِ
علامات خنق الهواءْ
لستُني الآنَ
قادمة ريح كفِّي بخفَّيْ هباءٍ
ومنذ خروجكِ مني
ألوك الضبابْ
وا لهب الاغترابِ
ووا أنتِ!.. وا
مَنْ لَمنْ خارجٌ من شقوق العدمْ؟
ليسني مَنْ أتى غائباً
مَنْ مضى قادماً
.. والسّدوم رؤايَ
الهشيم حصادي
وضِحْكي بكاءْ
قمري أسودٌ، والفناءُ
الفناء الذي وأد القلب، أنجب موتي،
أزاح عن الظلمات النقابْ
وا أنا!
من لمن ليس هُوْ؟
من لمن داخل في شقوق العدمْ؟
الهباءُ
الهباءُ
الهباءْ
إنها رحلة في اليبابِ
وأنت الـ تركتِ فراغك في الخاصرةْ
أينك الآنَ؟
أحلم أن أستردَّ ضلوعي
وأحصي ترابيَ
إنْ نقصتْ ذرةٌ أستبيح الضياءْ
ليس مائي
وليس هوائي
انفخي في غيابي الحضورَ
ارجميني بسبع شموس، وسبعين نجماً
وعودي (..) أعدْ (..)
ثم كوني (..) أكنْ (..)
أخرجي جسدي من شقوق العدمْ
واهتكي حُجُبَ الغربة القاهرةْ
أحضريني، وغيبي
جِديني
ومن ثم نامي على شرفات الغيابِ
عسى أُخرجُ الرأسَ من مركز الدائرةْ
لستني الآنَ
آه جِديني
لكي يستمرَّ نشيدي
ويبقى..
ويبقى..
ويبقى..
و…
.. .. .