من خلف غبار الوهم - علاء الدين عبد المولى

لِمَنْ سجدتُ على أعتاب شهوتها
كان النّشيدُ المعرَّى تحت قبَّتها

فأيُّ شِعرٍ يضيء الحْلمَ؟ أيُّ مدىً
يمتدّ حتّى يُداني بعضَ موجتها؟

ولستُ بالقمرِ العالي ليسكبني
هذا الفضاءُ على شبَّاك غرفتها

بهذه الخطوة الزَّرقاء أتبعها
ماللمسافات تنأى خلف خطوتها؟

قفي مع الضَّوء، شمسُ القلب غائبةٌ
كأنني لم أكنْ إيقاعَ دورتها

أنتِ التَّحُّولُ من أنثى إلى لغةٍ
إذْ تمنحين الرّؤى تشكيلَ صورتها

أعاينُ الموتَ في عينيكِ أين إذن
بعثُ البلاد وماينمو بسيرتِها؟

قَدْ مَسَّني الضّرُّ، حتَّى الأرضُ خاويةٌ
من التّراب، ولا معنى لحكمتِها

آنستُ ناراً، فلا طوْرٌ ولا جَبَلٌ
أنا هيَ النار، أوراقٌ للعبتها

مستوطنٌ في تخوم الكون، ممتلئٌ
بوحدةِ الله، مستغنٍ بكثْرَتِها

أَدَرْتُ خلف غبار الوهم معركتي
وكنت وحدي بلاداً في تفتُّتِها

ولوَّثَ الوطنُ المائيُّ كعبته
وماتزال جموعي رَهْنَ كعبتِها

غابَتْ، وغُيَّبَ في الصَّحراء منقذُها
حتى النّبوّات شُلّتْ من نبوءتها

كم انتميتُ، وكم غادَرْتُ عائلةً
مشى الخريفُ على أهداب شجْرتها

أُفْرِغْتُ من عسلِ الأحلام، لارئتي
طِيبٌ، ولا الأرضُ تغريني بجنَّتها

يجادُل النّورُ إيقاعي، فتملَؤُني
جهنَّمُ الشِّعرِ من أشباحِ رقصتها

بأيِّ شِعرٍ يُوافي القلبُ مَوْلِدَهُ
إنَّ الجنازاتِ ضمّتْني لجَوْقتها

وعمَّقَتْ في شراييني لها حُفَراً
فاضَتْ شُعوباً تعرَّتْ من سلالتها

قيثارتي بعويلِ اليأس عامرةٌ
أنا سليلُ المآسي وابْنُ أمَّتها...

_________

17/4/1994