في خميس الجسد - علاء الدين عبد المولى

في خميس الجسدِ الأبهى تناغمتُ مع العالمِ‏
أغماراً من الحنطةِ والخمرِ،‏
أكلنا وشربنا‏
وصُلبنا فوق ظلِّيْنا،بَعَثْنا وبُعِثْنا‏
هذه اللَّحظةِ إنشاءٌ بليغٌ في مديحِ الرَّغباتْ‏
عندما ذاب بنا اللّوزُ‏
وفتَّحنا على الكون شبابيكَ الحياةْ‏
نتلّقى من هدايا اللّه دفّاً ومزاهرْ‏
ناعمٌ عزفُكِ حتَّى أنَّه نزفٌ حريريٌّ على مزمار شاعرْ‏
ارقصي حتَّى يبين الشَّفَقُ الأحمرُ والأبيضُ والأزرقُ،‏
حتّى نستعيد الخطواتْ...‏
فيكِ أثقالٌ من الّلذَّةِ‏
يا أنثى على ركبتها أُلقي شفاهي‏
وأباهي بإله الشّهواتْ‏
لك يا سيّدتي قنديلُ نارٍ‏
شطبَ الظُّلمةَ من قلبي، وأَخْلى‏
بيتَ روحي من فُتات السّيّداتْ‏
أنا لا أبلغُ من عريكِ إلا نصفِ عِلمي‏
كلّما أوشكتُ... أسدَلْتُ على اليَنبوعِ ظلاًّ‏
سالَ في شمعتهِ الزّرقاءِ حلمي‏
دلِّلي نهديكِ‏
شمسانِ هما في صحوة الشَّرقِ‏
مناران على شاطئ أسفاري‏
هما ماءٌ وفلٌّ قال فُلاَّ...‏
وأنا بينهما أجمعُ أو أفرطُ حبّاتِ الجنونِ‏
وأنا أسقيهما دمعَ عيوني‏
... ... ...‏
في خميس الجسد الأعلى صعدنا‏
في مياهٍ ونباتٍ وحلاوَةْ‏
نحن في تاريخنا الأجملِ ننمو عاشقيْنْ‏
لحظةٌ أم أبدٌ يجمعُنا‏
ولباسُ الجسدينْ‏
نثرتْهُ يدُ شهْواتي على سور الهواءْ‏
احضنيني واحفظيني‏
هكذا أُلفَظُ في الحبِّ: علاءً وعراءْ...‏
وأنا بعض جنون الشّعراءْ‏
عندما يستيقظ الأطفالُ فيهم‏
عندما الغابات في أعماقهم تمتدّ‏
والطّبلُ البدائيُ يغذّي رقصةَ النَّارِ‏
وأشباحَ الغرائزْ‏
كيف لا تكتشفين اللّؤلؤَ السّيّدَ؟‏
بوركتِ إذاً ساحرةً تصطادُ عيناها‏
من الأعماق أطباقَ الكنائزْ‏
لا تعيديني إلى الشّاطئ‏
أنسى عنده الرّملَ بيوتاً هدَّها المدُّ‏
وشالتها الرّياحْ‏
لا تعيديني إلى ليلٍ من الوجدانِ‏
يا سيّدةً من كعبها تطلعُ أنوار الصّباحْ...‏
___________
28 /حزيران /1995‏