أشــباح - علاء الدين عبد المولى

تتقاسم الأبوابُ أشباحَ الوجوه القادمَهْ
شبحُ الحبيبة من هنا
شبح الحديقة من هنا
والليل يرفعُ صوته دَرَجاً
لأصعد بالشّفاه وبالضّلوع النائمَهْ
فلتدخلوا من أيّ ثقبٍ
نقطةُ الروح استحالَتْ أمّةً
أنتم نفيتم خطوتي عنكم وجئتُمْ غفلةً
فخُذُوا مناديلَ الحلُمْ
من مهد قلبي
واعقِدوا زنَّار أغنيتي على خصر الفتاة
الهائمهْ
فيها تِلفْتُ، بها أَدرتُ خواتمَ الماء
انطويتُ على دمي أتلو صلاتي الآثمَهْ
ألقوا على هذي الوسادةِ وردةً بيضاءَ
أدخل في تويجٍ ناهدٍ
يمتصّه نحلُ الظلامْ
وأنام قربَ ظلالكم قمراً... أنامْ
لا توقظوني قبل ناي الفجرِ
أسأَل عتمة الكلمات عن وجهٍ جديدٍ
مَرَّ خيلاً خلف ظليِّ
هل عادَ من سَفَر؟
تعبتُ من الصّلاة إليه
حتَّى شهوتي وقفَتْ بمحرابي تصلِّي...
اللّيل أصغرُ من حنيني
كيف أدخلُ كيف أخرجُ؟
والقصيدةُ خلّعَتْ أبوابها
لتصبَّ فوقي عرسها النّاريَّ...
نرقصُ...
لا تميل الأرضُ
لكنّا نغلِّفها ونرميها بعيداً عن خطانا
ونرى إليها من بعيدٍ كيف تبكي...
كم تأخَّرتِ؟
الظَّلامُ يُطِيلُ رقصَتنا
ونحن نطيلُ غيبتنا لتنكسري حنانا
يا أرضُ كمْ موتاً أذاع اللّحنُ في جسد المغنّي؟
أنتِ خنتِ بُكاءه وجلستِ تخترعين منفاه...
دعيه وحده: شَعْباً مُهانا.
...
تتقاسمُ الأشباحُ قلبي
نبضةٌ للريّح تعولُ
نبضةُ للخيل تصهلُ
نبضةٌ للشعر يُؤكَلُ مثلَ تفَّاحٍ...
... تعاليْ يا حديقةْ
أنا سوركِ الحجريُّ
منقوشٌ عليَّ كلامُ أجدادي
تمرّ بيَ الشعوبُ فلا تبالي:
أيّ ألواحي تهشّم أو تداعى.
جوقةُ العرباتِ تأخذهُم بعيداً
يبحثون عن الحقيقةْ،
خَلْفي... فأصرخُ خلفَهُمْ: عُودوا
خذوا عُمري وعودوا
فيفاجأون بأنني شعبٌ، وأنَّهمُ جنودُ.
...
تتقاسمُ الأشباح صوتي .
الصّوتُ من حجرٍ وحنجرتي حجرْ
والليل أضْيَقُ من ظلامي
الكون أميٌّ أمامي
وأنا الكتابةُ فوق تابوتِ البَشَرْ...
__________
11/2/1993