شروق أنثى الغروب - علاء الدين عبد المولى

آسرٌ أنْ تقفَ الأنثى على ساقَيْن من جمر النَّشيدْ
تتملّى عريَها الصَّاحي، وترميني بعينيها،
أماناً يا شتاء القَلْب،
فالقلبُ -وإن كان قديماً- زهرةٌ يقطُفها حبٌّ جديدْ
اسلمي يا امرأةَ الشِّعرِ،
لماذا لا نعيدُ الآن تفاح المسَّرهْ
شاعرٌ ينزف شعرَهْ
وجموح أنثويٌّ يوقظ النَّحلةَ في بستانها
ويسمي الشَّجَرَهْ
يا هواء الرِّئة المنكسرَهْ
هذه مائدةُ الألفة يا شمس الغروبِ
احرسي وجهَ حبيبي
وأطيلي الظّلَّ حتى ينحني النَّهدان في
ضوء من السِّرِّ،
ويستكملَ فينا جسدُ الشَّمعة إيقاع اللَّهيبِ
كيف أستولد من عينيك حبّي
أنشئيني بيديك الحرَّتينْ
لن يكون الغدُ أعلى من رؤانا
نحن سرّ اللَّحظة المكتنزَةْ
وشياطين المدى تلبسُنا
إذ نحن نعرى من ضباب الحكمة المفترسَهْ
آه يا دفئ الغوايات،
ويا مُشرعةً ذاكرتي حتَّى اللَّغاتِ المشمسَةْ
كلِّميني من غيوب الوقت، بالإيقاع،
بالرَّجفة في الصَّوتِ، بحبّات النَّدى المنتعشَهْ
بجموع السِّحر إذْ تُحْدِق بي
عاشقاً من ذهب
أقتفي نبع العذارى
مستميتاً بكِ مخموراً بنهديكِ الرّبيعيَّين،
مرميّاً وراء الجسدِ البارق قدّيساً خَطِيَّا
خاطبيني من وراء الرِّيح، مجنونُ المتاهات أنا،
اهربي بي نحو ميقاتكِ، ألهو بلهيب الهاويَهْ
وعلى أنقاضنا تنمو صداقات اليدَينْ
هل يَدٌ تحمي سقوط الشَّاعر المسحورِ
إلاَّ يدُكِ المسترسلَهْ
يا سحاب الحزن أنذر بالمطَرْ
أنا لم أُذنب كثيراً
أنا لم أطلق دمي من أسره بعدُ،
وما زلتُ بعيداً من منافي الجُزُرِ
خطوةً أمشي، وأنأى خطوتينْ
وأغنّي لمنارٍ مطفأٍ مشتعلٍ
ومعي الشّعرُ، صديقي
به أرقى عالماً ينبع فضّيّاً
ومنه أجمع الحنطةَ والرَّغبةَ والأنثى،
وبستانَ الكلام العسليّْ
لا يُسمَّى الشِّعرُ، لا يشبه قرآناً، ولا يشبههُ السِّحرُ،
هو الشعرُ جنونٌ يرشُقُ الكون شُواطاً من حَجَرْ
أطفئيه امرأةَ الماء، فقد يبتدئُ الحبُّ نشيدَ البحرِ
في فجر الخراب الأمميّْ...
هذه رقصةُ عينينا
أبيحي كلَّ ما حرَّمه جدّي علينا
واطلبي التَّوبَة من صدري،
أنا محرابك السّرِّيُّ، فلتعترفي أنَّا معاً،
وليشهد الزَّهرُ ونبضُ الريح والأرضُ، علينا...
نأخذ العالم في خطواتنا
يأخذنا العالمُ عن أقواسه المنحنيَهْ
نصعد المعراج، تلتفّ على السِّيقان أزهارٌ من اللَّوز،
ونسمو في سماء الكنزِ روحاً عاليَهْ
ونتمّ الأغنيَهْ...
________
25/3/1992.