نقوش على مداخلك - علاء الدين عبد المولى
شوهدتُ أسحبُ عنكِ أرديةَ الصَّباحْ
غارَ الهواءُ فَغَلَّ تحت قميصكِ الشّتويِّ
دغدغَ زهرتينِ تسيل بينهما العطورْ
جاوزتُ فيكِ تخوم صوتي
فانقسمتُ خليّةً حملَتْ من الشَّهوات كنزاً، لا نفادَ له،
اقتربتُ إليكِ أبحثُ فيكَ عمَّا ضاع
من تفّاحي الأزليِّ،
عمّا طابَ من ثدي حليبيٍّ
فما بَلَّ الأصابعَ والشّفاهْ
أمشي إليكَ كأنّني روح يرفّ على المياهْ
فإذا وصلتُ، لمعتِ غيماً بارقاً
فرطَتْهُ أقدامُ الإلهْ
نثرتْهُ في ملكوت أشجارٍ
تعيد به بكاراتِ الحياهْ
... ... ...
من آيةٍ أوَّلتُ قنديلَ الغموضَ بها
نقشتُ بها مداخلَ صدرك الرّيَّانِ
أو من قُبلة كَشفَتْ حجاباً،
من كلامٍ ينشئُ السِّرِّيَّ فيكِ،
أصوغُ إعلاني
أخطّ بيانَ أحزاني على ساقيكِ،
أشرح رقصتي
وأطيلُ عند حدود خصركِ وقفتي
فأرى بأنْ أرتدَّ مثلَ النَّبعِ يغسلُ
مايريد من العراءْ
وأحيطُ بستاناً تدفّقَ من ثيابكِ
أنحني تحت الظِّلالِ
وأختفي بين الضّياءْ
وأقول: طوبى للمغنّي والغناءِ على مقاماتِ النِّساءْ...
... ... ...
دافعتُ عن عينيكِ تمتلئان بي
جمّعتُ عند الشَّاطئ السُّفليِّ فيكِ مراكبي
ورفعتُ أعلاماً وآفاقاً،
فأثقلتِ الكنوزُ حقائبي
مَنْ أنتِ قبل قصائدي؟
مَنْ أنتِ بعد قصائدي؟
هل أنتِ غيرُ مدار أسفارٍ يضمّ كواكبي؟
أنا من رمى قدميكِ في رئتيه
واستقوى على هجراتهِ بيديكِ،
ضُمِّيني كتاباً في حقيبتكِ الصّغيرهْ
قلماً توقِّعُ إصبعاكِ به على الشّفةِ المثيرهْ
وتداعبين به مراياكِ المنيرهْ
هذي إمارَةُ شهوتي الخضراء مُشْرَعَةٌ،
أطيحي بالقلاعِ
ونصِّبي في كلّ زاويةٍ إلهاً ياسمينيّاً
يقلِّدني عبيرَهْ
وخذي مقاليدَ الطّلوع من الرَّبيع على جموعِ دمي،
خذي عرشَ القصيدة يا أميرَهْ...
_____________
14 / نيسان/ 1995