الرعد يهجر احزاني - كمال خير بك

منذ ساعات قليله
كنتِ، في وجهي، رعداً وزلازل
كنتِ، في أحزاني الخضر النحيله،
في مصيري اللولبي،
كوكبا تحمله عشر أنامل
والها زئقبي.
أين أظفارك تنهال علي
تنهب الصخر الذي غلفني
تجرح المستنقع الراكد فيّ ؟
أنتِ، يا كارثتي الشقراء،
يا جرحي الملثم
بضمادات الغيابِ
إهبطي فوق كتابي
أسقطي فوق حروفي البارده
أسقطي في وثني
ادخليني، أدخلي في زمني -
في رفاتي الخالده.
أرضعيني الخوف من أثداء رعدك
أرضعيني قدري
حرريني من فمي، من مقعدي، من ضجري
فأنا أحيا، بلا جرح .. بلا رعبٍ،
على أسوار نهدك.
كل أشيائي التي لامستِها
كل أطرافي التي أشعلتِها
منذ ساعات قليله،
عادتِ الان الى صورتها -
عادتِ الان الى محنتها
لبست وجه حياتي المستحيله.
عندما كانت أعاصيرك تصطاد حضوري
عندما كانت يداك
تمطراني بالصواري والجسور
توقظان الصنم الراقد فيَّ -
تنقذاني من شراكي
كانت الاشياء تمتد إليّ
وتلبي دهشتي
كانت الساعات لا ترفضني
أو تعادي يقظتي
كان صمتي يتهاوى في يديّ
وخطى التاريخ تمضي حرة في أُذنيّ.
أيها الحب الذي يصلبني
فوق أعتاب الجنون
أيها الرعد المسيحي الحَرون
يا صديقي في الخطيئه
قدري أن أعشق الرعب الذي تمنحني
قدري الا أكون
غير نبع للمآسي او دريئه