قروح الماس - محمد الماغوط

وأنا أتابع حديثي الموثّق والمستفيض عما بعد الحداثة والشعر
والمسرح والعولمة والفنون الأخرى...
وغزو الكواكب والروبوت والاستنساخ المنزلي وقدح الكوكتيل
والسيكار الكوبي بين أصابعي...
فجأة صفرت ريح السموم في أذني ورغت جمال الجاهلية
وأزبدت بحور الشعر والقريض...
وصهلت وحمحمت الخيول على قرع الطبول ورقص القيان والسبايا
وأعدت الوأد وأقمت الحد على كل من حولي وما يطاله سيفي ورمحي
وبعثت الرسل إلى الربيع عن كل ما هو أخضر على الحصباء
وبين المضارب ماعدا النخيل ووشم الوجوه على الجباه والأنوف
والشفاه والأثداء والعانات
وهدرت دم شكسبير
وبيتهوفن
وبيكاسو
وبيكيت
ورامبو
وسعيد عقل
ونزار قباني
وأدونيس
وأنسي الحاج
وجوزيف حرب
وفيروز والرحابنة
إذا لم يسددوا ما عليهم من خراج وجزية متراكمة ويعودوا إلى
قبائلهم وعشائرهم
وأفخاذهم وسيوفهم ورماحهم ومطاياهم وحدائهم قبل صلاة العصر!!
ماذا أفعل؟
إنني أخطئ حتى في أحلامي
ودائماً أصلح الخطأ بما هو أدهى وأمر!
أيها السنونو الجبلي
لأية طائفة تنتمي؟
لحظة...
كلما شربت كأساً نبت لي جناح.