من ملفات الربيع - محمد الماغوط

يا حزني المقيم وفرحي العابر
لقد رحبت بك
وصافحتك
وتحدثت إليك وجهاً لوجه
في مختلف شؤون الحياة
وكنت قريباً منك
حتى لأكاد أسمع دقات قلبك ورفيف أهدابك
ومع ذلك لا أعرف إن كنت حقيقة أم أسطورة
مدخل قصيدة أو كابوس
وإنني لن أقترب منك
أكثر مما تقترب القبور من بعضها
ونظراتي لن تنال منك
أكثر مما نالت عصافير فلسطين من قبة الصخرة
سأزرعك في دفاتري كاية مستوطنة غريبة عن محيطها
وأرفع يافطةً بكل موعد
وأقود مظاهرة لكل نظرة
وأقيم مهرجاناً لكل لمسة
وأضاعف الأجور وأعطل الدوائر لكل ابتسامة
وأنكّس الأعلام وأعلن الحداد لكل آهة من صدرك
وعليك أن تتحمليني
كما تحملّت الخونة والجلادين من شعبك
وهم ينشرون الغصن الذي
أنام وأحلم وأستيقظ عليه.