حداء العيس - محمد الماغوط

والله لقد حيرّتني أيها الشعر
آخذك إلى الحقول والبساتين والطيور والأزهار والطبيعة الخلابة.. تتثاءب
إلى القصور والأكواخ والمدن والأزقة والمشردين والمتسولين.. تتثاءب
إلى الفنادق والملاهي وأحواض السباحة ونوادي الشطرنج.. تتثاءب
إلى الصحراء حيث البراءة والنقاء والصمت المطبق.. تتثاءب
إلى مكتبة الأزهر والظاهرية وبغداد والمستنصرية.. تتثاءب
إلى المتاحف الخالدة في بصرى وجرش وسبأ وبعلبك وقلعة
حلب وصلاح الدين.. تتثاءب
إلى الأراضي المحتلة والفدائيين المنطلقين إلى الشهادة بأكفانهم.. تتثاءب
إلى مجازر صبرا وشاتيلا وقانا وتل الزعتر وبور سعيد وبحر البقر.. تتثاءب
أعود بك إلى التاريخ المجيد والماضي التليد والسيوف والرماح
والحداء والطعن والنزال والمعلقات.. تتثاءب
ماذا تريد؟
- والله ما شبعت ولكنني مللت..