لكل قدره - محمد الماغوط

أيها الحدادون والنجارون إليكم أشرطة فيروز وفايزة أحمد وعبد الحليم
وأنتم أيها الطرّاشون والسباكون والدهانون إليكم لوحات لؤي
كيالي وفاتح المدرس وحمود شنتوت
وأنت أيتها الزلازل إليك حبوبي المهدئة
وأنت يا الياس مسوح إليك عكازي وقبعتي وقفصي الصدري
وأنتم أيها الجيران إليكم ديوني فنصف ممتلكاتي المنزلية في بيوتكم
*
إنني شجرة فرح
وإذا بخريف صاعق يضربها من الجذور
*
شراع خفاق
وإذا بعاصفة تمزقني أو جبل جليد يعترضني
*
شروق غروب
انتظر رساماً يخلّدني
فيمر قطار يحجبني ويعميني
*
ضوء في نهاية نفق
وإذ بصخرة تسده
وراح يسند ظهره عليها ويغني قصة حبه
إنها دمشق:
أيتها الطيور
أيتها الأنهار
أيتها الأزهار
أيها الربيع
أيها الخريف
أيها الأصدقاء
أيها الحب
أيها الأحباب
أيها الشعر
أيها الحنان
أيها الوئام
أيها الوفاء
أيها الحزن
أيها الفرح
وداعا وادعا إلى غير رجعة
رغم كل الحيطة والحذر والأسلاك الشائكة والفخاخ المنصوبة
وأجهزة الاستشعار عن بعد وأرقام الأمم المتحدة والطوارئ الدولية
وسلامة البيئة
ومدير حديقة الحيوان مع مساعديه
هرب الأسد الهصور من أعماقي
وبقي الحمل!!