من مذكرات أشعب - محمد الماغوط

على مسافة معينة من أسناني
كانت سنابل الشعب تتمايل بكل غناها وخصوصيتها
وكلما طالت المواجهة
فقدت شهيتي
ومقاومتي الشعريةواغتنمت أول فرصة منطلقاً بكامل لياقتي البدنية والعقلية
فوق السنابل والمناجل والإهراءات
إلى صدر الإسلام الناهد بالجياع والضحايا والمتسولين
لأمثّل بهم صباح مساء
*
ثم تمددت بسيفي وصرخت:
يا عمال البحر
قليلاً من الهدوء لأتابع حلمي
لا أريد فلسطين ناقصة زيتونة واحدة
والحجاز آية واحدة
والعراق نخلة واحدة
ولبنان أرزة واحدة
والجنوب عملية واحدة
والجزائر مجزرة واحدة
والسودان فيلاً واحداً
والنيل قطرة واحدة
والغوطة شجرة واحدة
وأنا واثق بأنني سأعيش بقدر ما أحلم!