لماذا أتيتَ بهذا الزمانْ ؟ - محمد مأمون نجم

لماذا أتيتَ بهذا الزمانْ..
ونحن عبيد الهوى والهوانْ؟

وكيف عبرت الظلام إلينا
ولما يحن للضياء أوانْ..؟

أجئت تشد شفاه الجراح..
وتطلق للمشركين العنانْ؟

وأنت الخبير بما للأعادي
من الكبر والغدر والعنفوانْ

أما كنت تدري بأن الصليب
وجرذاً تكرّش قد يغضبانْ؟

وأن اللحى قد تباع وتشرى
يبيع جبان ويشري جبانْ؟

ونحن ظهورٌ..، وفينا نِعالٌ
وفينا عبيد الولاة السِمانْ؟

لماذا أتيتَ بهذا الزمان..
ونحن عبيد الهوى والهوانْ؟

*

لماذا أتيتَ ونحن كما نحن
أذناب قاص وخدام دانْ؟

إذا كان حال العروبة هذا..
أتنشد في العُرْب بر الأمانْ؟

بمن كنت تأمل؟ بالمنهكين؟
وقهر وبطش بهم يفتكانْ

بمن كنت تأمل باليائسين؟
وهل ينبت اليأسُ إلا الهوانْ؟

وقد لا يكون السؤال لطيفاً
"ألسنا بمليار شخص جبانْ..؟!"

*

لماذا ظهرتَ وفوق ثرانا
حراسُ ملهى وصبيان حانْ؟

وعباد سوط، ورهبان جنس،
وزهاد حق، وظل الحسانْ

ويُزْعَمٌ أنا مصاحف تمشي
وأسياف دين وعرض مصانْ

وأن بلادي قلاع شموخ
ويحمي حماها أسود الطعانْ

ولكن إذا احمر وجه الصليب..
يزلزل والٍ.. ويصرع ثانْ..!

وتغدو الخيانةُ أمَ الوفاء
وتغدو المزابلُ أعلى الجنانْ

ويسجد من كان يأبى السجود،
وبوقٌ.. ونافِخُهُ.. يسجدانْ

ويغدو كبير الطغاة أتاناً..
ومن قبل كان له خصيتانْ..!

*

وإني بعصر المقاصل أحيا
كلامي مُدانٌ.. وصمتي مدانْ..

وأفخر أني أرصّع شعري
بمدحك يا مجد هذا الزمانْ!

وإني أقاتل دونك شعراً
وأشهر دونك سيف البيانْ

فبعض القصائد كالجيش.. تغزو..
وبعض الكلام له عنفوانْ..

إذا ما الرجولة شلت يداها
فسوف يكون لشعري يدانْ..!

*

هنالك عند حدود الأماني
تنام القرون.. وتصحو ثوانْ..

أيا فارساً خانه سيفه..
فأشهر عزاً.. بعز الطعانْ..

أيا فارساً مشهراً "غزةً"..!
بوجه الهوان.. بعصر الهوانْ..

أموت وتسلم أنت.. فجاهد..
فقد تسعف الظامئَ القطرتانْ..

إذا ما انتصرتَ وذل الأعادي
ستغمر قلب الدنا فرحتانْ..

وإلا فأنت الذي ما انثنى
ومن شاءه المجدُ سيفاً.. فكانْ!