مدينة صارت أخدوداً - محمد مأمون نجم

الوقت شتاءً كانْ
والصبح ندياً كالإيمان بقلبي .. كالقرآنْ..
والغيم الباكي يمشي هوناً .. مشي الأحزانْ..
ويرقّ الغيم .. يرق .. يرق ، يذوب فؤاد الغيمِ ..
فتذرف منه دموع الضوء لبعض ثوانْ..
ترتعش دموع الضوء على شفة الصبحِ المذعورِِ
لمرأى أنقاض مدينةْ
الأنقاض اختلطت بالأشلاء.. وأنصاف الأحياءِ..
شوارعها امتلأت جثثاً ..
عشرات ألوف من جثثٍ ـ
قد أحرقها البارودُ..
وغطاها الدمُ..
والوحلُ..
وزيت الديزلْ..
**
مازال الصبح يئن.. لما لاقى في يوم فاتْ
وقع الأقدام .. ولعلعة .. رشقات رصاص الرشاشاتْ،
و هدير مدافع ميدان .. والأفق تكدس آلياتْ
زلزلت الدنيا. اهتزت .. مادتْ
سقطت أسقفْ..
سقطت جدرانْ..
أصوات الذعر المرعبةُ
صراخ من أعماق الأعماقْ..
بكاءٌ..
قصف مدافع ميدانٍ
لحم بشري يتناثرْ ..
ودمٌ ،
وغبارٌ ،
وحرائق شتى ،
ودخانْ
آلات الحرب الموحلة استعرت..
تعوي ، تترنحْ ..
يسكرها الدم ونخاع العظم على الجدرانْ..!
**
طرقات مدينتنا اهترأت قصفاً همجياً ودخانْ
فعل وحشي .. بشع ، بشعٌ ..
يخجل من أن يفعله حتى الشيطانْ ..!
**
القتل ، القصف ، السحقُ
الهدم بكل مكانْ
يستهدف تركيع الإنسانْ
يستهدف إخضاع الإيمان الرافد عزاً في شرياني..
والنصرة تشعلني غضباً..
والله ينادي جند الله ويمسك بي من وجداني.. !
**
صوت القصفِ ،
و صوت الهدمِ ،
وصوت الله من العلياء .. حواني..
كل الأصوات على قلبي احتدمتْ..
وعلى كلي طفقت تطرقْ..
مطر يهمي ، ويروّي الثأر بكل كياني..
وعلى خوذ الجيش الكافر يبصقْ
و يبلل أرصفة الإعدامِ ..
وأكياس الرملِ ِ
المتروسة أفواه بنادقْ..
وبيادقْ..
في رقعة شطرنج السلطةْ. .
**