أنا لن أعود إليك - محمد موفق وهبه

دَوَّامَة تقتـاتُ مِـنْ حِسِّـي
أزكـى لظاهـا واحـةَ النَّفسِ
حَطَّمْتُ أَحْلامِي وَ مَا بَرحَـتْ
تجتاحُنِي وَ تَزيدُ فِي بُؤْسِـي
"أنا لَن أَعـودَ " أسىً يُلاحِقُني
وَ يَسـوقُ آمالي إلـى اليَأْسِ
لا تطفِئِ المِذيَـاع دَعْـه يَجُدْ
إسْـكاتهُ يَـا صَاحِ لا يُنسِـي
ذِكَـرٌ تجولُ بخاطري أبـداً
وَتشـدُّ حَبـلَ اليَـوْمِ بالأمْسِ
فـإذا سَـمِعْتُ اليَـوْمَ أغنيـةً
نفضَتْ غبَارَ الدَّهْرِ عّنْ رَمْسِي
فأنـا مَـدَى الأيَّـامِ أسْـمَعُها
تَحْكـي بألحَـانٍ مِـنَ الهَمْسِ
يَهْفـو لهَـا قَلبـي وَيُنشِـدُهَا
فَأَهيـمُ فِـي دنيـا مِنَ الأنسِ
وَأنـامُ مُنطرحـاً على بُسُـطٍ
جـازت حدودَ الغيـمِ والشمسِ
لا تطفِـئِ المِذيَاعَ دَعْـهُ يَجُدْ
إسْـكاتهُ يَا صَـاحِ لا يُنسِـي
فأنا أعِيشُ عَلى صَدَى أمْسِـي
أحْسُـو الذي أبْقاهُ فِي كأسِـي
.
1962