ضياع - محمد موفق وهبه

لِمَاذا أحِبُّ المَغيـبَ..؟! لِمَاذا أرَى فيهِ نفسِـي..؟!
خُيـوطٌ مِـنَ النـورِ يَأتـي المَسَـاءُ فَتَخبو بيأسِ
وَأرْقبُهـا فِـي الـوَدَاعِ فتلثـمُ عَينِـي وَ رَأسِـي
وَتنـزلُ خلـفَ التـلالِ فَأَبقـى لِهَمّـي وَبُؤسـي
لِماذا..؟
لماذا أحِبُّ الضيَـاعَ مَعَ الوَهْـمِ فِي كلِّ دَرْبِ..؟!
أرودُ السَّـحَابَ وَ أقعِـدُ زُهْـرَ النجُـومِ بقرْبـي
وَأبْنِي الدُّنى مِـنْ جَديـدٍ وَأرْفعُهَـا فـوْقَ سُحْبي
لِيَحْيَـا بهَـا العَاشِقونَ سَـكارَى غـرَامٍ و حُـبِّ
لِماذا..؟
أحِبُّ الرَّحيـلَ وَأهْـوَاهُ لكِـنْ إلى أيْـنَ أرْحَلْ..؟
هُمُـومُ الحَيَـاةِ تطـوِّقُ عُنقِـي، فأبْقـى مُكبَّـلْ
فيَا رُوحُ كيْفَ تَرُفّينَ والجسْمُ فِي الأرْضِ مُهْمَلْ..؟
فمِنْ أيْـنَ هَذا الجَناحُ..؟! أسِـرِّي إلـيَّ لأفعَلْ..!
يَنامُ عَلى النَّجْـمِ جَفنِي وَلمَّا أزَلْ فـوْقَ أرْضِي..!
إذا مَا هَرَبْـتُ ببعْضِي... أظـلُّ أسيرًا لِبَعْضِي..!
أَجَبـتُ دُموعِيَ، لمّـا تساءَلنَ: أيـنَ ستمضي..؟
فقلـتُ: سيُكسَرُ قَيدي ، إذا مـا توَقّـفَ نبضي..!
.
1962