الأصدقاء - مخلص ونوس

كلما أحببنا أحدا يطلع ضدنا
أنسي الحاج
*
كأنني أراهم
يعبرون الشوارع
بوجع مكسور
كأنني ألمح أقمارهم
الخامدة
حيث تتأرجح أشواقهم
على الأرصفة
يحلمون با لنساء
والقصائد
والمطر!
يتركون كؤوسهم الفارغة
ويضعون الأنين
في حقا ئب الصمت
يسافرون دون كلام
.......
أصدقا ئي الحالمون
كم أتسور جدران أرواحهم
لألقي بطاقات في ساحا تها
.......
الآن فقط
أدركت أنهم سيكبرون
الآن فقط
عرفت كم طفولتهم مذعورة
وقصائدهم من نسيان ويأ س !
....
كان لهم وطن ..ومقا عد
أشجار وكؤوس
كانت لهم رغبات واسعة
تماما كهذه الأرض
لكنهم هكذا ،
يتأملون الخرائط
ويخوضون الحروب
ثم يختفون في الليا لي
ليالي الشتاء
والنبيذ
.......
العلقم يستبد بخطواتهم
كانوا قد تركوا أسماءهم
في الظلال ،
ظلال الشجر
والشمس
تركوها في المدارس
والبيوت
أعرف أنهم لا يعبأون كثيرا
وأعرف أنهم تفرقوا
في المدن
والسجون
والجامعات
وأعرف كذلك أن غيابهم
ربما يؤلم ،
....
لكنهم كل ليلة يعودون
يتقاسمون هواء الروح
أذكرهم تماما
وهم حالمون بالحرية ،
والسفر :
بعضهم أخطبوط
وبعضهم قند يل بحر
وبعضهم يحب الأنهار الصغيرة
كما أن بعضهم مسكون بالعواء
لم أكن أنوي أن أربك
هذا الخريف بالشوك
كأن قنفذا يتواطا على الروح
وكأن جملا يتجول
بهم في المفازات
...
... كأنهم أنا !!
وكأنني لها ثهم الحار
...
كأنني أراهم قابعين هناك
يربون قطيعا من العزلة
يديرون أقراص الهاتف
كي يعقدوا موعدا مع الندم !
يبنون قلاعهم ليلا
ويهدمونها عند الظهيرة
يتأبطون هواجسهم
وينطلقون على أرصفة الفصول
...
لكنني أصر على أن أصدقائي
من شقائق النعمان
حين يركضون بي
كلهم أنثى
من لايحبها
يخيب أو يكاد !
* الكويت 20/ 10/ 1998