مطر - ياسر الأطرش

مطرٌ كئِيبْ‏
وأنتَ تركض في الشوارع كالحياةِ‏
تشمُّ وجد الأرض، رائحة الخطا‏
ها أنتَ تركض كي تعود إليكَ‏
لكنّ المسافة طَلْقَةٌ‏
وحنينُ أمك لم يعد يكفي لترجعَ.. يا غريبْ‏
مطرٌ قريبْ‏
وأنتَ أبعدُ ما تكون عن احتمالات المرايا‏
صرخةٌ في البيدر المقتول حتى النبض أنتَ‏
صدى نشيدٍ يستريح على حذاء البحر.. أنتَ‏
خشوع قافلةٍ‏
تسافر في المغيب إلى المغيبْ..‏
مطرٌ حبيبْ‏
وأنتَ تحصي من تحبُّ على الأصابعِ‏
واحدٌ.. اثنانِ.. سيّدةٌ ستأتي ذات بردْ‏
ورقٌ يموت على الرصيف.. وأنتَ تعتقل الندى‏
وتموت أيضاً دون وعدْ‏
مطرٌ.. وبعدْ!‏
هذي الحبال إلى متى ستظلُّ تبكينا؛ وتغرينا برائحة الرجوعْ‏
لا ظلَّ في الأمس الفقير لنا‏
ولا في البَعْدِ أجنحةٌ نطير كما اليمامْ‏
صدئتْ إرادتكَ المُصرَّةُ عندما نمت الطحالب فوق حزنكَ‏
خبز وجهك يابسٌ‏
وأنا على شباك وجهك طائرٌ عَجَنَتْهُ بالجوع القديم إليكَ‏
أشواق الغمامْ‏
مطرٌ سلامْ..‏
والخيل تحترف التزلج في مطارات الجليدِ‏
الخيل تصهل في الوريدِ‏
الخيل ترسلنا هدايا في البريدِ‏
ولا نصلْ..‏
الخيل مَدٌّ منفصلْ‏
والخيل نهرٌ من عتابا، سوف يسحقنا أخيراً‏
حين يقنعنا بأنّ الحزن أجملْ‏
مطرٌ مؤجّلْ‏
وعيون من تهوى مؤجلةٌ، وفصلكَ لا يجيءْ..‏
يا أيها الطين المبلّلُ بالهزائم والعواصمْ‏
هم يرجعون إلى هنا‏
وهناكَ.. تغرق في دمائكْ‏
لا برقَ يُوْضحُ إسمكَ المنسيَّ أو شفقٌ يشفُّ عن احتمالْ..‏
مطرٌ سؤالْ‏
ما زال- منذ البدء- يستجدي النوافذَ‏
غير أنَّ زجاجنا أعمى‏
ونعرفُ.. يا غريب.. ولا نحاولْ..‏