البحر يحترف التحول - ياسر الأطرش

لحضور وجهكِ في زفاف الطينِ‏
أحصنةٌ تجرُّ البرتقال إلى بدايتهِ‏
تواصل موتها الصوريَّ‏
حين تمدُّ صيف بهائها جسراً‏
فيتكئ العدوّ على نوايا السيفِ‏
يتلو ما تيسّرَ‏
من رؤى يعقوبَ في محراب مريمْ..‏
لحضور وجهكِ في المساء الطفلِ‏
رائحة المآذنِ‏
بعد منتصف التوحّدِ‏
شكل نهدكِ‏
في مدى كفيَّ.. أجملْ!‏
لكنّ قبطان المسافة بين قهوتنا وصبحكِ‏
خائنٌ‏
والبحر يحترف التحول في الغبارِ.. إلى مآتمْ‏
كتب البرابرةُ الغزاةُ على دفاتركِ البريئةِ‏
ما أرادوا‏
وانتهينا في الزكامْ..‏
شباك وجهكِ لا يجيد الانتظارَ‏
ونحن لا نأتيكِ‏
يقهرنا وقوف بني زياد على مفاتن بحرهم‏
فتصير أضلعنا مضيقْ!..‏
لذبول وجهكِ في وصايا أهلنا‏
لون الحمام، ونكهةُ الذلّ العتيقْ..‏
لكنّ هذا السُّكْرَ يُغرينا‏
فندخل في تفاصيل الخرابِ‏
نقطّعُ المدن الشهيّةَ‏
فاعلن مستفعلن‏
ويُردُّ في أيامنا رجلٌ تُعمّمُهُ الحقيقةُ‏
يمتطي صبر الخيولِ‏
ويعلن الضوء المهادنَ.. غربةً‏
والشمسَ.. أنثى‏
* * *‏
من هزَّ خصر الوردِ في كأس الهوى المضنى‏
ومن صَقَلَ الغيابْ؟‏
بيني وبين يديكِ تفاح الشوارعِ‏
والذين نحبّهمْ‏
مرّوا إليهمْ.. هكذا‏
أنا لا أحبكِ‏
إنه الجوع القديمُ لصوتكِ العاري‏
فربّان المعادن زوّر الأسماءَ‏
والبحر انتهى فينا.. ضبابْ‏
أنا لا أحبكِ‏
من يقدّم رشوةً لدمي.. ليصرخَ‏
لا أحبكِ‏
حسنكِ الطبقيُّ يقتلني‏
وأعرفُ‏
غيرَ أنَّ أبي فقيرْ.‏