رسائل - ياسر الأطرش

-1-‏
-إلى امرئ القيس‏
أبي.. يا بداية العتْقِ‏
كيف الوصول النبيل إليكْ‏
وكيف نبرّرُ هذا القطار المجنَّحَ‏
هذا النبيذَ العديم الوضوحْ..‏
لأنّ الصهيل المعتّقَ‏
يسري على طول خوف المرايا عليكْ‏
سأدفنُ وجهيَ بين يديكْ‏
وسحقاً لروما..‏
-2-‏
-إلى جرير‏
صليلٌ.. وموتٌ جبانٌ؛ وفارسْ‏
فلا تحترف في قلوب التلاميذ عشق المدارسْ‏
ولا تعلن البحر أنثاكَ‏
والشعر منفاكَ.. والسجنَ‏
فالسجنُ بابٌ وقفلٌ‏
ووحدكَ‏
بعضٌ سجينٌ وبعضك حارسْ‏
وسيف الفرزدق يقطر ورداً غريب الملامحْ‏
تعلّمتُ منك الخصام النبيل.. وألا أصالحْ‏
فضعتُ.. على مأدباتِ الوطن..‏
-3-‏
-إلى المتنبي‏
أسمّيكَ نبض احتراق الفصولْ‏
أسمّيكَ شمس النهار الشقيّ؛ وشمسَ الأفولْ‏
أسمّيكَ ما شئتَ‏
وردَ المسافةِ‏
شوكَ الصحافةِ‏
وحيَ الرسولْ..‏
ولكنْ تعال‏
فكافور مصرَ يراقص بغدادَ‏
في قاعةٍ مغلقه..‏
-4-‏
-إلى ابن زيدون‏
جميلٌ هو المستحيلْ‏
ونقرُ العصافير يُغري الصبايا‏
عرايا‏
على مُخمل الصبحِ- أنْ يسترحنَ‏
وأنْ يمتشقنَ رماح الشبقْ..‏
ولكنّ ولادةً لا تحبّكْ!..‏
لأنَّ الخفافيش جاءتْ بليلٍ طويلٍ الردى‏
دمٌ في المدى‏
وسيفكَ يعزف لحن الحبقْ!..‏
-5-‏
-إلى جبران‏
غربةٌ.. واسترحنا قليلا‏
سنكسر هذا الحصان الغبيَّ.. وهذا القمرْ‏
وأنتَ ستفتح باب الرجوع إلى ضفّتيكْ‏
وأنت ستطلق- في البرّ- بوحاً‏
وقطعان حُسنٍ لفصلٍ جديدْ..‏
وأنتَ ستشحن هذي البواخر بالاعتيادْ‏
فقد يستعيد التراب التوحّدَ‏
أو تستعيد البلادُ البلادْ..‏
-6-‏
-إلى بدر شاكر السياب‏
خالقَ الجوعِ‏
كيف احتراق رغيف البلادِ على مجمر النفيِ‏
كيف العراق؟!‏
أهذا انطفاؤكَ أم صوت أهلي‏
يضيء الشغبْ‏
أمير البساتين والصحوِ‏
وجهي بلاد اعتراضٍ؛ وقلبي صغيرْ‏
وقلبي رغيف دمٍ مستديرْ‏
فخذني "لإقبالَ" في العيد.. دُميه‏
"لجيكورَ" مسحةَ حزنٍ عليكْ‏
وخذني إليكْ‏
لنشرب جوع العراق بعيداً‏
ويبقى المطرْ..‏
-7-‏
-إلى محمود درويش‏
بيني وبينك لا يمرُّ أبي‏
ولكني أحبكَ‏
عندما اتّكأتْ عليكَ مواسم الإنسانِ‏
غنّى القمح في رئة الصقيعْ..‏
العازفون سيعرفون دروبهم تبعاً‏
وأنتَ‏
ستبدأ التاريخ من جهة اعتقال البرتقالِ‏
ومن مراكبَ تعرف الميناءَ‏
-لو خان المسافرُ-‏
طبع هذا الماء لا يُغريكَ‏
لكنّ الشوارعَ‏
تعرف الرِّجْلَ التي خلقتْ طقوس الياسمينْ‏
بيني وبينكَ‏
أنّ وجه أبي- كقلبينا- حزينْ‏
لكنّ كفّكَ‏
سقفُ ما ضفرتْ له أمي ضفائرها‏
وأختي.. لا تنام على دموع العاشق الأدنى‏
لأنكَ‏
-أيها البحرُ- انتفضتَ‏
فكنتُ في عينيكَ خارطة النوارسْ..‏
-8-‏
-إليّ:‏
أبيعُ القناديل للعشقِ..‏
أُطْفَأْ!!..‏