معجم الحسرات - ياسر الأطرش

للواقفين على شفا أيلول‏
ينتظرون غيماً ما‏
وتائهةً...‏
رثاءُ..‏
للساجدين على قطوف الليل‏
يستجدون ساقية السماءِ‏
شرودهمْ..‏
وغوايةٌ تُتلى..‏
ورعشتهم رداءُ!‏
للجاعلين حياتهم رقْماً.. جليداً‏
أيُّ فُلْكٍ سوف يحملكم‏
إذا هطل البكاءُ؟!...‏
صورٌ تسافر في ضلالتها‏
وحربك أيها الإنسانُ‏
لن تكفي‏
ولن يكفي لينقذك الدعاءُ..‏
حدَّانِ‏
بينهما المسافةُ‏
عمركَ المزعومُ‏
تبّانُ المجاهلِ‏
معجم الحسراتِ...‏
بينهما... هَبَاءُ‏
***‏
لا الشمس تُتعبنا‏
ولا تكفي الظلال لنستريحْ‏
عمرٌ جريحْ...‏
والناسُ‏
كلُّ الناس‏
مزقةُ قَشةٍ في ليل ريحْ..‏
والحب ميناءٌ‏
-إذا جنحوا له-‏
والحب ماءُ..‏
***‏
إن التراب هو التراب‏
وإنْ تحوّل بُرهةً لدمٍ ولحمٍ يُشتهى‏
ها نحن‏
تكتبنا الفصول على دفاترها‏
ويمحونا الفناءُ‏
زيفٌ ولوج الطين في رحم الظلامِ‏
وإنما لا شيء‏
إنْ لم تتّصلْ ألفٌ وباءُ‏
فأنا أكون أنايَ‏
حين أنا... أشاءُ‏
فصلٌ من الأسرار يسكننا‏
ونرجع من مكاشفة السرائر‏
سالمينْ!..‏
جبناء من قُتلوا‏
ولم يستفتحوا بالياسمينْ‏
متحفزاً في آب سيدةٍ‏
تؤرخ عمرها بالوردِ‏
لا بالأربعينْ!..‏
للواقفين على بيادر عمرهم‏
وجعٌ‏
ولون الموت.. أصفرْ‏
حتى الذي زرعوا له وعداً‏
تأخرْ‏
كلُّ الذين نحبهم ذهبوا‏
وظل البرد يسهرْ..‏
وثوى على القلب انطفاءُ‏
ماذا سنكتب‏
كي نقول الخوفَ‏
هل لغةٌ هناك‏
وهل لمسفوحٍ...‏
وعاءُ!..‏
يا أيها الأسماءُ‏
يا ورقاً يغلّفنا/ اسقطي‏
ولتأخذ الأرض اللحاءَ‏
سنستطيلُ‏
وحين لا سقفٌ‏
أصيرُ‏
أنا سماءكِ..‏
يا..... سماءُ‏