الخزيُ للشعراء - ياسر الأطرش

من لي وأرباب العروش لئامُ
وصقورنا –إنْ صُرِّفَتْ- فحمامُ

من لي، وشعب الله مفعولٌ به
يقتاده نحو الوراء أمامُ

أهلي يبيعون البلاد.. وحفلة البيع
الرخيص على الدماء تُقامُ

عربٌ، ولا شيءٌ يوحِّدُ بينهم
إلا بأنهمو جميعاً ناموا

عربٌ وإسلامٌ، وأقسم أنه
لم يبقَ لا عربٌ ولا إسلامُ

***

باسم المحبة يقتلون شعوبهم
وعلى المحبة يلتقي الحكَّامُ

في قمةٍ للذلِّ.. تعلن موتهم
أو يعلنون بأنهم أيتامُ

بوشٌ يقرِّرُ للشعوب مصيرها
وعلى القرار توقّعُ الأغنامُ

فهمو عبيدٌ حرةٌ أسيادهم
والشعب للعبد الخصيِّ غلامُ

***

من للذين استُضعفوا واستُعبدوا
هل فيك يا أرض الكرام كرامُ؟

نتفاً توزعنا الخطوب، وكلنا
لعدوّ إخوته يدٌ وحسامُ

أين الأمانة، أين آل محمدٍ
أتعود بعد محمدَ الأصنامُ؟!

" يا ذاهبين إلى الحجاز تبرّكاً
الحج في أرض الحجاز حرامُ!"

الحجُ قدسٌ، والعراق شهادةٌ
والموت كرمى عينهنَّ إمامُ

ودمُ الفلسطينيِّ أطهر زمزمٍ
ودم العراق على الخصور حزامُ

فجِّرْ سماء الزيف واهطل أمةً
من كبريائكَ تبنت الأحلامُ

يا صوت بابل يا مآذن غزةٍ
يا خدَّ عاصمةٍ عليه ننامُ

يا برتقاليَّ الحياة، قطفتها
بيديك.. لا نقصٌ ولا إتمامُ

عرس الشهادة كنتَ أنت أميره
والشاهدان أميةٌ وهشامُ

بغداد ما خطب الحلول تخاذلتْ
فجميع مقترحاتنا استسلامُ

وضيوف ذلّ المتخمين بنفطهم
ضربوا على أبوابنا وأقاموا

فلتصرخوا يا شبه أمة يعربٍ
هذا زمانٌ ينفع الإقدامُ

والموت –إن لا بدَّ منه- فإنه
بردٌ على أكبادنا وسلامُ

ماذا الحياة إذا أُذلَّ كرامها
وتسامقت فوق السما الأقزامُ

وأُدينَ مقتول وبُرِّءَ قاتلٌ
وسطا على عشّ الذئاب يمامُ!

لغة الرصاص الآن أصدق لهجةٍ
فاكتب برمحكَ: تسقط الأقلام

الخزيُ للشعراء حين رسالة
الأطفال: أنَّ جسومهم ألغامُ

وأظافر الشهداء تهتك ليلنا
فهمُ الضياء لنا، ونحن ظلامُ

وهم الحقيقة.. أبجديتهم دمٌ
وقصائدي مهما علتْ، فكلامُ