بيروت.. يا بوح النوارس - ياسر الأطرش

يا أصدقاءْ
الحزن أكبر من قرى طفلينِ
محبوسين في سَغَبِ المساءْ
الحزن أطولُ من صباح الخيلِ
في وجع الغناءْ
الحزن طقسُ دمٍ؛ وأطروحاتُ نايْ
الحزن قهوتنا وهيلُ حديثنا
والحزن شرفتنا
نطلُّ على الأنا
والحزن قلبكَ
عندما تبكي يدايْ..
***
بيروتُ
يا حقلاً من الأطفالِ.. أحمرْ
بيروت
يا كفّ العروسِ
مخضّباً بالقهرِ
حنّاءُ الأكفِّ دمٌ؛ وطوقُ الجِيْدِ خنجرْ
بيروت
يا نسغ المدى الدمويِّ
يا موتاً مُكرّرْ
بيروت
يا بنتاً تراودها الأماكن عن براءتها
ويا شَعراً بحدِّ الحزن يُضْفَرْ
الآن يغرق في صدى المستنقع الدوليّ
صوتكِ
أمهاتٌ يحترفنَ خياطة الأجسادِ
ينشلُّ الصهيل من الدمار إلى الدمارْ
بيروت
يا بوح النوارس، حين يُوجعها الحنين إلى البحارْ..
لو صخرةٌ عمري
ضربتكِ بي
لأُخلقَ
أو لأُقتلَ
أو ليكتبَ فوقيَ العشاقُ إسمكِ
بالطباشيرِ الملوّنِ، والندى، والإنتحارْ...
سيّجتُ مابيني وبينكِ بالضحى
لو لم أكنْ نفسي
لكُنْتُكِ
فاعذري الشهداء إن طاروا بأجنحةِ العصافيرِ الذبيحةِ
وانظري شبّاكيَ الموصودَ
يكسرني الزجاجُ
فلا ينزُّ دمي
وتهدلُ ــ في بقايا وجهيَ المكسورِ ــ
رائحةُ انتظارْ..
للحزنِ أنتِ
ومن أنا؟!
لا شيءَ يشبهُ نفسهُ
لو عشبةٌ قلبي؛ زرعتكِ فيهِ
ربَّ مشرّدٍ
ــ حين الأماكن تنطوي ــ
في قلبهِ للدارِ .. دارْ