جَسَدْ - ياسر الأطرش

عيناكِ أغنيتانِ، والليل الصدى
أغفى نزيف النهرِ
وارتمت المراكبُ
فوق خصر الماءِ
لم يرقصْ أحدْ..
الطين يوشك أنْ ينامْ
وأنا بلا ليلٍ
فغنّي
كي تنام ثياب نومكِ
وادخلي ظلّي
أنا لاشيءَ يوجعني
سوى جسدينِ
خافا من وضوحهما
فَغَامَا في جَسَدْ..
عيناكِ نافذتان، والليل الردى
لو كنتُ أعرفُ
أنَّ أعلى قمّةٍ في الكونِ
نهدكِ
ماعبرتُ البردَ
أو صُلبتْ يدايَ
على سفوح البرتقالْ..
حتى الغريب يحسُّ بالفوضى
فكيف أنام قبلكِ؟
ضوءُ غرفتك المَسهّدُ
يقلقُ الجيران.. يوجعني
ورائحة السريرِ
تهدُّ أطراف النعاسْ..
لو كنتُ أعرفُ
أنّ أطول غصّةٍ في الحُلْمِ
شعركِ
لاقترحتُ على سنابله العناقْ..
ليلُ المرايا خائفٌ
والحارس الليليُّ يغتصب المطرْ
ذُرِّيْ رمادكِ في دمي
حتى البكاءْ..
العرس موعد عاشقينِ
ونحن قامتنا قمرْ
من بوحنا جئنا
ومن شكل الغناء..
لاشيء يوجعنا
سوانا
لا القوافل تشتري حزني
ولا عُريُ المآذن يرتديكِ
فنحنُ أجملْ!..
كلّ الذي في القاع مشبوهٌ
ورايات السلامْ..
كذبوا علينا مرةً أخرى
فلا تُدلي بحسنكِ
فتنةُ المرآة خائنةٌ
وأغنية الرخامْ..
والحارسُ الليليُّ منشغلٌ بتطبيع القلوبْ
فامشي على ورد البنادقِ
قبّليني
كي أتوبَ
وقبّليني
كي أخون التوبة الأولى
ونامي
في دمي.. يومين نامي
لا جنوب لوردكِ الغافي عليَّ
ولا ذنوبْ