مطرقة تغور في منجم الذهب - سيف الرحبي

لم تكوني كاهنة العصور ولا امرأة الغيب
حين التقى ظلاّنا فوق جذْع الشجرة
في الغابة التي يتصادمُ فيها الغرباء
كنت امرأة بملابس خفيفةٍ
أمشي بمحاذاتك
في الطرق الأكثر وعورة للصمت
رجل وامرأة نحتا ظليهما في حائط.
ومثلما تلملمُ روح أعضائها في غبش الفجر
لامس كتفي كتفك
أمام البائع المتجول، تحت شمسه النحيلة،
نقتفي أثر الحُواة والعابرين
نفترق ونلتقي
كل يومٍ على هذه الحال
تحت القبة الهائلة للصدفة،
غريبان في غابة
يلامس ظلهُما ظلا ثالثاً
وتدور الغابة تحت شمس الحائط
حيث الفمان فم واحدٌ
واليدان طير استغاثة:
لم تكن ذكرى قُبلة صيف
كانت مطرقة تغورُ في منجم الذهب
مرتشفة لعابهُ المتأجج في الأعماق.