ألم .. ذلك الأملُ الموؤد - عقيل بن درويش اللواتي

أملي ... يُمزِّقُ ما تضمُّ قريحتي فيسيلُ نزفاً من أقاحْ ...
أملي هُنا ... يختالُ فوق معارجِ الذكرى
فيبدو كالنَّسيمِ يشمُّ رائحةَ البنفسجِ في الصَّباحْ ..
تتماثلُ الرؤيا لديهِ خرائطاً تلدُ الجِراحَ على الجراحِ حروفَ حُبٍّ تشتهي معنى الصَّفاءْ ..
و غِوايةً بزغَتْ بأُفقِ المُتعبينَ سحابَةً هَطَلتْ بحيِّ على الفلاحِ و لا فلاحْ ..
أَمَلي و ما أدراكَ ما ألمي سيجثو فوق قارعَةِ النُّهوضِ مُحارباً خارتْ قِواه ُ
و أسلمَتهُ يدُ المنونِ و لا يخافْ قتلوه ظُلماً و هو يحتضِنُ الرَّصيفْ ..
ألمي و ما أدراكَ ما أملي يُحلِّقُ في فضاءاتِ اشتهائي
باحثاً عن سِرِّ أحلامٍ عِجافْ
أو بعض قُوتٍ من رغيفْ ..
أمَلي و آلامُ المجرَّةِ تلتقي في ساعَةٍ ألِفَتْ هواهُ و غازلتهُ بلا حياءْ ..
و هُنا يُكبِّلُني احمرارُ الأفقِ لا أرضى بأنْ أستحلبَ الإشراقَ من لُغتي
كطفلٍ عاقَرَ الإفصاحَ في مهدِ البطولةِ و الرجولةِ في بهاءْ ..
كان التصاقي و النقيضانِ الذانِ أُحِبُّ فلسفةَ الحياةِ إلى المماتِ المستقرّْ ..
باتَ التَّصافي فيهما عَذبُ الهوى .. قلبايَ وجهُ أُرومتي
أما الجَّوى ينبوعَ حُبْ ... و جهاي بعضُ حقيقةٍ
و يدايَ يرتعِشُ الفؤادُ بكفِّ أيسرها فِداءً للمُقدَّسَةِ الشَّريفةْ ..
و اليمينُ بها تُرابُكَ يا وَطَنْ ... سبعٌ عِجافٌ بعدها سبعٌ سِمانٌ
و السُّنونُ خواطِفٌ كالبرقِ حُبَّاً و هو يسلبُ كُلَّ شيئٍ يا وَطَنْ .. و الحُزنُ ينخُرُ في عِظامِكَ يا وَطَنْ ..
عينايَ ... واحدةٌ ستبكي ترقُبُ الأخرى خيوطَ الفجرِ مُعلنةً نَقَاءَكَ يا وَطَنْ ..
خَرَّ البُكاءُ على تُرابِ الطُّهرِ فانبثَقتْ لنا مليونَ عينٍ فارتوتْ منها فيافي المُشرقينَ ..
بَدَتْ بجنَّتنا صُدورُ الحُزنِ ساجدةً إذا ما كُسِّرتْ منها الضُّلوعُ و أشرقتْ في بَهوِها روحُ الأنينْ ..
صُورٌ من الماضي تُداعبُ ما تبقَّى من زُلالِ العُمرِ في مُهَجِ الغِوايةْ ..
و لعلَّها قد صَافحتْ إلفَ الهِدايَةْ ..
أوه ذي لُغتي تُعانِقُ ما تَداعى من رحيقٍ خَانَ ذاكرةَ الهوى ..
مُدُنُ الطَّهارةِ دُنِّسَتْ منها الخلايا و الجنينُ البِكرُ عمداً ها هُمُ وَأَدوا بُكاهْ ...
هذي حياةُ المارقينَ بزهوِها و السَّوسَناتُ الخُضرُ مُرتَعِشٌ سَناها فوقَ خاصِرَةِ الحُروفْ ..
و الَّليلكاتُ على تُخومِ الوَجدِ يُرهِبُها الوَداعُ و لا يروقُ لشُرفَةِ الليلاتِ إلا ما يغصُّ به الحنين ..
أمَلي سيبكي ... و النَّشيجُ قِلادةً في جيدِ أترابي هَنَاً ..
أَلَمي سيضحكُ ... كلَّما بَسَمَتْ فتاةُ الرَّافدينْ ..