ترنيمةُ المدَدِ - عقيل بن درويش اللواتي

روحُ الهُدى عنفوانُ الحمدِ سيرتُها
تقاطَرَ الحُبُّ من معراجها الأحَدِ

فهي القداسةُ أحيتها يدٌ مَثُلَتْ
إذْ أسلَمتها يدٌ للواحدِ الصَّمَدِ

تُمازِجُ النَّفسَ في توحيدِ فطرتِها
حتى تشابكَ فيها سِرُّ مُعْتَقِدِ

يا روحَ بهجَتِنا ال كانت كمدرسةٍ
آياتُها أُحكِمَتْ في فُسحةِ الأبَدِ

ضُمِّي هناك شتاتَ الوجدِ في دمنا
و استنطقي عِشقَنا من مُهجَةِ الرَّغَدِ

ما زالَ يسكُنُنا عِرفانُ خالِقِها
حتَّى بَدَتْ و كأنَّ الخلقَ لم يَعُدِ

أنفاسُها عَبَقَتْ في طينِ خِلقَتنا
لمَّا تنامى بإمضاءِ العُلا جسدي

توحَّدَتْ ذاتُها في عمقِ سُبحَتِها
فأدركَتْ سرَّها المخبوءَ في الكَبِدِ

تنسَّكتْ فبدتْ للحبِّ خاضعةً
و حالُها وَطَنٌ للوَجدِ و السَّهَدِ

مدارُها الخلوةُ الغنَّاءُ في مَطَرٍ
من الخشوعِ الذي إمدادُهُ أبدي

هذا هو السِّرُّ ؟ ما زالت تُعطِّرني
تلك الصَّلاةُ و أشذاءُ الدُّعا بغدي

أحببتُ بهجَتَها روحي لها سَجَدَتْ
فآمن القلبُ أنَّ الحُبَّ في خَلَدي

صنوانِ كُنَّا وكان الرَّبُّ في دمنا
فأشرقَ اللطفُ عن ترنيمةِ المَدَدِ

محرابها النُّورُ ضمَّتْ فيه ما اتسقتْ
لها الليالي و غنَّتْ في فضا الرَّغَدِ

سجَّادَةُ القُربِ تعلو كلَّما انتجبتْ
نجوى الفُؤادِ كساءً حيكَ من رَشَدِ

و أسجدتْ كُلَّ أوجاعِ الهوى أبداً
هل خلَّدَتْ في الليالي البيضِ من أحدِ ؟