لكَ ما تُريد - محمد ياسين

1
ما ضرَّ لو رجعَ الزّمانُ إليكَ
مُذ كان اشتعالك في البعيدْ
ما ضرَّ لو حُمِّلتَ ذاكرةَ الصّباحِ
وعدتَ بالأيام ...
توصِدُ من عِثارِ الأمسِ أبواباً
وتفتحُ أيَ بابٍ من أغانيها تريدْ
ما ضرَّ لو خُضتَ المفازات التي جاوزتها
وشَدوتَ في جَنباتها ...
إذ ربَّما كانت بذارُ الحلم ثاويةً
ستوقظها خُطاكَ
وربَّما تعلو ... وتعلو ...
ربَّما
ما ضرَّ لو كان الذي ما كانَ
أو كان الذي لو كنت قبل حدوثهِ سيكونُ
هل لو كنتَ تدري أنّهُ سيكونُ ؟
هل سيكونُ ؟
هل كان المقدَّرُ في المكانِ أو الزّمانِ ؟
أو فيك الذي سيكونُ ..
منسوخاً بذاتِكَ
منذُ آلاف الحرائقِ أو يزيدْ
ما ضرَّ لو ...
ما ضرَّ لو ...
2
قالت ليَ الأفلاكُ ...
إنّكَ سرتَ تبحثُ عن بريقٍ
تاهَ في ليلٍ قَفَرْ
ورجعتَ بعد التّيهِ تطعنكَ النَّدامةُ
ساهماً في العمرِ ... مضطربَ الفِكَرْ
فالأربعونَ على طريق التّيهِ ذاكرةٌ
تحدّقُ فيك ملأى بالصُّورْ
قالت ليَ الأفلاكُ ...
عن نجمٍ سيدنو من مداركَ أو قمرْ
ورأتكَ تحملُ شِلوَ أُمنيةٍ !!
وتعدو صوب شيءٍ ما ...
كأنّكَ مُزنةٌ
قطعت حبالَ الرّيحِ
غنَّت في أقاصي الأرضِ أُغنيةَ المطرْ
قالت ليَ الأفلاكُ ...
إنّكَ من خلال العتمِ
تومِضُ من بعيدْ
3
لكَ صورةٌ في الغيبِ
تحجُبُها المسافةُ
لم ترِد بعدُ الرّسالةُ ... لم ترِدْ
لكَ أن تُرتِّبَ ما تبقّى من شظايا العمرِ ...
تُطلقُها نبالاً من جديدْ
فسراجُ عمركَ لم تزل في قعرهِ
ترتَجُّ بعض ثُمالةٍ
لك أن تعودَ ... وأن تُعيدْ
لك ما تريدُ من البقيةِ ...
أن تجولَ بليلها
سترى أمامك ما تناثرَ من خُطىً
خلّفتها بين الأماني في حدائقِ حلمها
لكَ ليلُها ...
إلاّ إذا نفحت نسائمُ من علٍ يوماً
ستحظى بالمزيدْ
هذا نشيدُكَ ناقصٌ
لحنٌ جنوبيُّ الملامحِ نصفُهُ
ظمآنَ ترقُبهُ ...
ليشتعلَ النّشيدْ
لك ما تريدُ من البقيّةِ
سوف يكتملُ النّشيدْ
لك ما تُريدْ