غربة - يوسف الديك

أمّي قالت لأخي الأصغرْ: لا تتأخرْ ؟
خمسُ سنينٍ مرّت ...
خمسُ حروبٍ شطََرَتْ نصفَ المتبّقي
من أحلام النصف المحظوظ من السكّانْ
إلى نصفين
وأخي .. لم يطرق باب البيت
في كل مساءٍ
أرقب أمّي ..
تخلعُ عينيها .. وتعلقها في الشرفة
تشعل هادئة .. قنديل الصمت ..
تهذي ...
أمريكا .. مرض العصر المزمن
غولٌ .. يتربص بشغاف القلب الاحباب
هرباً من حضن الأم الدافىء
حدّ اللسعة .. بل أكثر
ومن .. المغرم بالتأجيل
صاحب " ديوان الخدمة " *
يُروى
انّه اجّل ميعاد الطلق لزوجته
ست سنين ..
درءاً للخطر ، بحجة ان القادم أخطر ...
امي قالت لأخي الأصغر :
اكتب لي :
ما شكل الناس بأمريكا
وارسم في الشطر الأول ..
لون عيون الجارةْ
وعمامة مختار الحارةْ ؟
واكتب يا ولدي .. لا تتأخر
كم كيلو قهرٍ ...
تبلغ حصة أي غريب في امريكا
حين يحلّ الربع الخامس
من كوبونات السكّر ؟